"على الرغم من جميع المعوقات أردت تحقيق هدفي، من خلال الاصرار والمثابرة والإيجابية والتفاؤل"، بهذه الكلمات ظهرت الارادة الكبيرة بالنجاح عند مؤسسة موقع "Feeditch"، المتخصص بالتعليقات حول المطاعم والمأكولات، عليا الخطيب. وذلك خلال اللقاء الذي جمعها مع "النشرة الاقتصادية"، والذي تحدثت خلاله عن مراحل اطلاق مشروع "Feeditch"، وقيمت موضوع حقوق المرأة في لبنان اليوم.

حصلت عليا الخطيب عام 2008 على اجازة في إدارة الأعمال والتسويق، من الجامعة الأميركية في بيروت، "AUB"، وانتقلت الى دبي، حيث عملت لمدة 3 سنوات في شركة "خليل فتال وأولاده" للتوزيع، وحصدت خبرة في مجال الضيافة، وبيع وتسويق الأغذية والمشروبات. وفي آب 2013 أطلقت النسخة التجريبية لـ"Feeditch" باللغة العربية، الأمر الذي أدى الى اختيارها بين أفضل 21 مشترك من أصل 820، خلال حفل أقيم في مدينة اسطنبول التركية في تشرين الثاني 2013، لأصحاب المشاريع الناشئة، وأتاح لها فرصة تقديم مشروعها أمام مستثمرين عالميين.

- كيف أتتك فكرة اطلاق "Feeditch"؟

من الصعب جدا أن تمر بتجربة طعام مرضية، وأنا نادرا ما غامرت في اختيار مطاعم أو أطباق جديدة، ولطالما ترددت في تذوق مأكولات غير عادية، لأنني كنت حذرة جدا من نوعية الأطعمة ومن أماكن تناولها. حتى أنني وصلت الى مرحلة، حيث لم أعد أثق حتى برأي أصدقائي حول الطعام.

وحين كنت أعيش في دبي، اصطدمت بعدد كبير من المأكولات المثيرة للاهتمام، مثل المطبخ الأفغاني، والآسيوي-الإيطالي، والإماراتي. لكنني غادرت دولة الامارات حتى من دون تذوق برغر الإبل، الذي تشتهر به البلاد، ذلك لأنني وقعت على تقييم واحد عنه، ولم يكن كافيا لدفعي لتجربته. وبالتالي لم يكن لدي أي مصدر موثوق يدفعني الى المحاولة.

وهناك عدد محدود من المواقع المتخصصة بتقييم المطاعم والمأكولات، والتعليقات الموجودة طويلة ومملة، ولا تحتوي على أي عوامل بصرية جاذبة تساعد القارئ على اختيار الأماكن لتناول الطعام والأطباق المميزة والجديدة. لذلك بدأت أجري الأبحاث حول هذا الموضوع، حتى وصلت الى فكرة تأسيس "Feeditch".

- ما هو "Feeditch"؟

"Feeditch" هو الحل الأكيد لمشكلة اختيار الطعام، لأنه يقدم تطبيقاً جذاباً يدل المستخدم على طبق محدد وليس فقط على المطعم. وقمنا بتطوير تطبيق لأجهزة "آيفون" يجمع بين عدد من الصور المفضلة عند المستخدم من أطعمة ومشروبات، تذوقتها سابقا وأحببتها، والذي يضع أمام الجميع نشرة مثيرة للإهتمام لأكثر الوجبات لذةً وانتشاراً. وبإختصار، هذا التطبيق سيفتح أمامك الطريق للتعرف على أنواع جديدة من الأطعمة وسيشكل دليلا يساعدك على لتناول الطعام خارج المنزل.

- من أين حصلت على التمويل اللازم للانطلاق بالمشروع؟ وما الذي دفعك الى الاقدام على هذه الخطوة؟

أنا شخصيا وجدت أن هذه الفكرة مثيرة للغاية، ومن خلال الأبحاث التي قمت بها لمدة 3 أشهر، اقتنعت بها وتشجعت على انشائها. وفضلت أن أغامر وأغتنم هذه المخاطر الآن، بدلا من تأجيلها الى أجل غير مسمى. فحياتي اليوم مثيرة ومليئة بالتحديات أكثر من أي وقت مضى.

لذلك في البداية مولت نفسي بنفسي من خلال مدخراتي الخاصة. لكنني أسعى اليوم الى ايجاد جهة استثمارية تتبنى المشروع معي، لأنه لا يمكنني التقدم والاستمرار لفترة أطول في "Feeditch" من خلال الاعتماد على تمويلي الخاص فقط.

وفي الوقت نفسه، أنا أطمح الى تحقيق أعمال مستدامة ومربحة من خلال "Feeditch"، كما أسعى الى أن أصبح صاحبة عدد من المشاريع، لذلك سأعمل خلال أوقات الفراغ على تحقيق هذا الأمر من خلال اطلاق مشروع ثان وثالث ورابع... لأنني أريد من خلال تجربتي، أن أحفز وألهم الشباب والجيل الصاعد على أن يصبحوا قادة وجهاتهم الخاصة.

- كيف تواجهين المنافسة الموجودة في الأسواق؟

نظرا الى أننا نعيش في ظل أسواق ناشئة، تبقى نسبة المنافسة في هذا المجال منخفضة جدا. ولكن على مستوى عالمي، يستطيع "Feeditch" المنافسة من خلال خلق خدمة محترمة ومحبوبة من المستخدمين، تلبي حاجاتهم وتجيب على كافة تساؤلاتهم في موضوع تقييم الطعام.

كما أنه من خلال توسيع نطاق خدماتنا الى عدد كبير من البلدان، سنتمكن من الحصول على متابعين جدد، الذين سيلتزمون بدورهم بخدمات "Feeditch"، طالما أنها مستمرة بتقديم ما يريدونه.

- ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال عملك؟ وهل واجهت أي تمييز جنسي؟

أولا الصعوبة الأساسية تكمن في تأمين التمويل اللازم للانطلاق بالمشروع، فمفهوم المشاريع الناشئة جديد في لبنان، وبالتالي عدد صناديق التمويل قليل جدا. أما الصعوبة الثانية فهي

"الموهبة"، اذ أنه من الصعب اكتساب المواهب النشيطة والطموحة، التي من شأنها أن تؤمن وتلتزم بمشروع جديد، وتتخلى عن الرواتب المرتفعة التي تحصل عليها من الشركات الكبرى.

لكن على الرغم من جميع المعوقات أردت تحقيق هدفي، ذلك لأنني أتحلى بروح الإصرار والمثابرة، والإيجابية والتفاؤل، وأحظى بدعم كبير من أرباب أعمالي السابقين. كما أنني أتلقى النصائح والإرشاد من مستشارين متخصصين يشجعونني ويؤمنون بي.

لكن كامرأة، لم أواجه أبدا أي صعوبة، فأصحاب المشاريع الناشئة، من رجال ونساء، يواجهون جميعهم المشاكل والصعوبات نفسها، وما يميز الشخص ليس جنسه، بل طريقته بالتعاطي وتعاطفه مع مشروعه وأهدافه.

- ما الذي يقف برأيك معوقا أمام تقدم المرأة؟

لا شيء يقف في طريق المرأة. لذلك عليها أن تكون قوية من اليوم الأول، كي تتمكن من تحقيق كافة أهدافها وأحلامها. فكل ما تحتاجه اليه هو ثقتها وايمانها بنفسها، ودعم ومساندة أصدقائها وعائلتها. لذلك أقول للمرأة "آمني بنفسك صدق، وستتخطين جميع العقبات".

- كيف تقيمين التقدم في مجال حقوق المرأة؟ وهل تحسن وضعها في السنوات العشرة الأخيرة؟

أعتقد أن حقوق المرأة في لبنان عادلة، لكن يمكننا أن نحقق المزيد، لو لم تكن الأمور متعلقة كثيرا بالسياسة المحلية، حالها حال جميع المجالات في البلد. لذلك من الصعب جدا النضال من أجل حقوق المرأة في لبنان بسبب الأنظمة الفاسدة.

لكن المرأة رائدة في الأعمال أكثر من الرجل، بسبب اهتمامها بأدق التفاصيل، ومهاراتها التنظيمية والاجتماعية والاستيعابية، اضافة الى شغفها الذي تستخدمه في جميع مجالات حياتها اليومية. وهذه العوامل تشكل كل ما يحتاج اليه الانسان كي يكون ناجحا.