يقولون أن "الحرفي يعمل بيديه، والمهني بعقله، والفنان بقلبه وعقله ويديه"، والشابة هبة أيوب فنانة بكل ما للكلمة من معنى، اذ تعتبر الإبداع بمثابة قوتها اليومي، وتسعى دائما الى تقديم كل ما هو جديد ومميز؛ فهي تعشق مهنتها الى أقصى الحدود، وتستمد نشاطها وقوّتها من هذا الشغف الكبير الذي يدفعها لمواصلة التجدد والابتكار.

فلنتعرف بشكل موسع أكثر، الى تجربة هبة أيوب في مجال "تصميم الزجاج"، من خلال ماركة "Glass Design" الموجودة في مجمع "MP" في منطقة بشامون، وذلك في مقابلة خاصة مع "الاقتصاد":

من هي هبة أيوب؟   

تخصصت في مجال ​التصميم​ الغرافيكي في "جامعة رفيق الحريري"، وأنا شخصيا لطالما كنت شغوفة بالأعمال الفنية اليدوية مثل الرسم.

بعد التخرج، وجدت أن بعض الشركات تتطلب دوامات عمل طويلة قد تتخطى أحيانا منتصف الليل، وكنت في تلك الفترة مخطوبة، وبالتالي كنا نبحث عن أكسسوارات وديكورات، من أجل تزيين المنزل، لكنني لم أجد طلباتي في الأسواق، فقررت أن أبدأ بتصميم وتنفيذ قطعي الخاصة.​​​​​​​

وخلال زيارة الأهل والأصدقاء، أعجبوا بالقطع الموجودة في منزلي، ومن هنا نصحوني بإطلاق عملي الخاص؛ فانطلقت "Glass Design Art" في العام 2016.

هل تعتبرين أنك حققت النتائج المتوقعة من مشروعك خلال سنتين؟  

نعم بالطبع، فوسائل التواصل الاجتماعي ساعدتني على الانتشار بشكل كبير بين الناس، خاصة بسبب نشاطي المتواصل؛ فأنا أنفد يوميا قطعة فنية على الأقل، من أجل نشرها عبر حساباتي الاجتماعية، كما لا أكرر الأفكار بل أسعى دائما الى تقديم المنتجات الجديدة. وهذه الميزة تساعدني في الحفاظ على ولاء المتابعين والمعجبين، وتبعدهم عن الملل، وتشجعهم على متابعتي بشكل يومي.

كما أن الأصداء الايجابية من الأشخاص الذين تعاملوا معي، أسهمت أيضا في نجاحي.​​​​​​​

هل تعانين من مشكلة النسخ بسبب نشرك للصور عبر مواقع التواصل؟​​​​​​​

النسخ يشعرني بالفرح لأنه يدل على أن أعمالي محبوبة، لكنهم حاولوا تقليدي كثيرا ولم ينجحوا، فعملي صعب للغاية، ومن لا يعرف تقنيات الرسم، ولا يمتلك حسّ فني مرهف، سيواجه صعوبة كبيرة في تنفيذه.

كما أن النتيجة النهائية من المستحيل أن تكون مماثلة، لأنني مهووسة بالتفاصيل، وأركز على النقاط الصغيرة.​​​​​​​

ما هي الميزات الأخرى التي تنفردين بها، وتساعدك على تحقيق الاستمرارية في عملك؟ ​​​​​​​

عملي الفني قابل للتنفيذ على أي قطعة (كوب، إناء، طبق، زجاج،...)، وذلك لأن كل التصاميم "حسب الطلب". كما أنني قادرة على تطبيق أي تصميم أو رسمة تخطر في بال الزبائن.

هل أن قطعك موجهة الى جميع الميزانيات أم أنها مخصصة لفئة معينة من الناس؟ 

أنا أتوجه الى جميع الأشخاص، لكن منتجاتي مصنوعة يدويا، وبالتالي قد يفكر البعض أن أسعارها ستكون مرتفعة، ولهذا السبب عمدت لتخفيضها الى المعدل المنطقي.

ففي النهاية، أنا أسعى الى اكتساب ثقة الزبائن أكثر من الأرباح، فالمال لا يدوم لكن السمعة الجيدة خالدة. كما أنه من خلال التواصل مع الناس ومحبتهم، سأتمكن من إيصال تصاميمي في أبعد الحدود.

من أين تلقيت الدعم خلال مسيرتك المهنية؟

العائلة تلعب دورا كبيرا، لكن الدعم الأكبر جاء من زوجي الذي لطالما وقف الى جانبي، وأثنى على موهبتي الفنية، فقد شجعني دائما على توسيع مجموعتي الفنية، خاصة تلك الموجودة في منزلنا.​​​​​​​

أين ترين عملك بعد خمس سنوات؟

أتمنى أن تكون أعمالي قد وصلت حينها الى خارج ​لبنان​، فعندما يحب الانسان مهنته، سيمارسها بشغف وعطاء، وسيقوم بكامل جهوده من أجل إيصالها الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص.

فأنا لا أكرر التصاميم والرسومات والصور في عملي الفني، وبهذه الطريقة أيضا أفكر في مسار مهنتي؛ اذ على الشخص أن يقدم دائما كل ما هو جديد.

​​​​​​​

هل شعرت يوما بالتقصير تجاه واجباتك العائلية بسبب عملك؟

اذا تحلى الشخص بحسّ التنظيم، سيتمكن حتما من تحقيق التوازن في حياته، ولن يعاني من أي مشكلة من هذه الناحية.

برأيك، هل تقدمت المرأة في محيطك من ناحية الأعمال؟

نعم بالطبع، والوضع بات مختلفا عن ما كان عليه في الماضي، أي حين كان الرجل يعيل العائلة وحده. فاليوم أصبح المنزل مكوّنا من الرجل والمرأة معا، وذلك لأنها تؤمن المدخول مثله تماما وأحيانا أكثر منه.

ما هي نصيحتك للمرأة؟

يقول البعض أن المرأة لا تستطيع الوصول الى النجاح، لأن مكانها الأساسي في نهاية المطاف هو في المنزل فقط، من أجل تربية الأولاد والطبخ والتنظيف؛ لكن هذا الكلام خاطئ، وغير مقبول من جميع النواحي.

فالمرأة تتحلى بالشغف أكثر من الرجل، الذي لا يمتلك حسّا إبداعيا واسعا، بل يقوم بما هو مفروض عليه في مهنته، ويغادر مع انتهاء الدوام. وفي المقابل، معظم ​النساء​ العاملات في المجال الفني، يتمتعن بحسّ خلاق وإبداعي، وبالتالي هنّ قادرات على تحقيق النجاح أكثر من الرجل.