التحرك الذي حدث هذا الشهر من قبل ​إقليم كردستان​ شمالي العراق لاستئناف صادرات النفط عبر شبكة خطوط أنابيب تسيطر عليها سلطات البلاد الفيدرالية، أحدث القليل لتهدئة غضب بغداد من شركات النفط الغربية الوافدة إلى الإقليم.

وقد واجهت صفقات تم التوصل إليها خلال الأسابيع الأخيرة بين شركات نفط رائدة والحكومة الإقليمية لكردستان، للحصول على امتيازات نفطية في المنطقة شبه المستقلة، معارضة شديدة من الحكومة العراقية.

ومع ذلك، يجادل بعضهم بأن الصفقات الأخيرة مع "توتال" الفرنسية، و"شيفرون" الأمريكية، و"جازبروم" الروسية ساعدت على تلطيف مخاوف بين المستثمرين بشأن المخاطر السياسية والتشغيلية في المنطقة.

وأشار ستيوارت جوينر، المحلل في مؤسسة إنفيستيك، إلى أن المبالغ التي كسبتها تلك الشركات، والتي باعت أصولا إلى شركات نفط رئيسية في كردستان، كانت متواضعة.

وقال: "لم يتم الكشف عن الكثير فيما يتعلق بالشروط". وأضاف: "قد تكون هذه المصالح قابلة للبيع مقابل مبلغ متواضع من المال ـ مبلغ من الدولارات مكون من رقم واحد منخفض، لكل برميل". وتابع: "بمقارنتها بشرق إفريقيا والبقاع الساخنة الأخرى، يعتبر المبلغ منخفضا نسبيا".

لكن الصفقات لا تزال على الأرجح قادرة على جعل بائعيها يكسبون أضعاف استثمارهم، وهي تشير إلى أن المزيد من شركات النفط الرئيسية قد تواجه بتحدي غضب بغداد عند اتخاذها مراكز في المنطقة.

وتفاعلت أسعار الأسهم الخاصة بشركات نشطة في المنطقة بإيجابية في الأسابيع الأخيرة، وإن كان ذلك حدث بطريقة محدودة. وقد شهدت "ويسترن زاجروز" المدرجة في تورنتو، والتي أشارت إلى نيتها السعي إلى إدراج أسهمها في لندن، أسهمها ترتفع من 1.12 جنيه استرليني إلى 1.35 جنيه في أعقاب صفقة أخذت فيها شركة جازروم حصة تبلغ 40 في المائة في واحد من المربعات التي تسيطر عليها في كردستان.

وفي هذه الصفقة تسلمت "ويسترن زاجروس" 83 مليون جنيه استرليني من جازبروم وسمحت لها بجمع 75 مليون جنيه استرليني، بسعر 1.40 دولار للسهم في وقت سابق من هذا الشهر.

وقد ارتفعت الأسهم قليلا أيضا في جينيل إنرجي، الرائدة في إدارة الأعمال في مجال النفط والغاز في كردستان، والمدرجة في لندن.

ووافقت جينيل هذا الشهر على شراء حصة إضافية تبلغ 21 في المائة في مربع باينا باوي الاستكشافي مقابل 240 مليون دولار. ورصدت الشركة أيضا 450 مليون دولار لشراء مصالح "هيرتيج أويل" في حقل غاز ميران في كردستان، في إطار طموحاتها في المنطقة.

وشهدت جلف كيستون، وهى مستكشفة أخرى في كردستان وواحدة من أكبر شركات البورصة الثانوية في لندن، وفقا للقيمة السوقية، أيضا أسهمها تصعد من 139.25 بنس للسهم في نهاية حزيران (يونيو) إلى 201.25 بنس في نهاية الأسبوع الماضي، مع أن هذا لا يزال إلى حد بعيد دون مستوى 465 بنسا المسجل في شباط (فبراير) الماضي.