بيروت، المدينة المتشعبة، الحاضنةً للمباني الحديثة، حيث تجد نفسك تتجول في طرقاتها في رغبة غير واعية، فتعاكس نظرك جدران الابنية وتدغدغ اذنيك اصوات السيارات.

الا ان هناك عند  الزاوية –  مقابل البحر عند منطقة المنارة،  يخلد بيت قديم ذو قنطرة زهرية و اعمدة نحتها الرسامون في لوحاتهم  لعدة اجيال ...

فوقع توم يونغ الرسام  كغيره من الرسامين السابقين ، سجيناً ارادياً  في هذا البيت الزهري كما اطلق عليه، و شرع  برسم لوحات جسّد فيها هياكل المنزل ، وروى فيها حكايات عن بيروت بالوان جديدة .

افتتح توم البيت الزهري معرضاً للوحاته للاضاءة على اهمية المحافضة على هذه البيوت الاثرية  و تحويلها لمراكز ثقافية ،فنية ، تعليمية و عدم استبدالها و هدمها  فهي تشكل "ايقونة" للبنان.

ومن هذا المنطلق خطى  "الاقتصاد" نحو البيت الزهري ليحصل على اجوبة تناقش هذا  الحدث و اليكم التفاصيل ...

- ما هو الهدف من وراء اقامة  معرض "البيت الزهري" ؟

يهدف" البيت الزهري"  الى تحريك مشاعر الاشخاص و احاسيسهم ،لدي رغبة  بأن أظهر كيف أن هذه

المباني الجميلة الفارغة، لها قيمة كأماكن تُكرم فيها  الذكريات ، و تُواجه فيها التحديات حيث تكتشف القضايا و يحتفل بالجمال.

وأود من خلال المعرض ان احث  المستثمرين  إلى التفكير مرة أخرى بسياساتهم من الأرباح على المدى القصير ،  و ادراك لماذا يجب  المحافظة على هذه المنازل  وإعادة استخدامها كمساحات عامة للثقافة والجمال والتي بدورها يمكن أن تحقق لهم ازدهاراً على المدى الطويل. ووجدت ان افضل طريقة لاثبات ما اقول هي ان اقوم واثبات فاعلية نظريتي !

اما على المستوى العملي فانا ابيع لوحات لكسب لقمة العيش.

وعلى المستوى التعليمي، ادير على التوالي سلسلة من ورش العمل الفنية للأطفال من المنزل من

"هوم اوف اورفونج"، "sos ".

كما استخدمه كقاعدة لتعليم تلاميذ الـ "IC " وطلاب الهندسة المعمارية من "ALBA" و"AUB" أهمية احترام البناء التراثي وخلق المساحة العامة، فهم من سيصممون "لبنان المستقبلي".

- لماذا اخترت بيروت لتظهرها في لوحاتك ؟

بيروت تثير عواطفي. أجدها مدينة ملهمة جدا.

فالتعايش بين الفرح والألم، والجمال والقبح لا يشبه أي شيء رأيته من قبل في العالم.

فهذه العاصمة تحتوي "طاقة فوضاوية" تشعرني بحاجة ملحة الى التحرك بسرعة. و هو "تعبير معماري" عن العواطف ينتابني من الصميم.

- لماذا اخترت هذا البيت بالذات؟

اخترت المنزل لأنني كنت دائما مفتون به -من اللحظة التي رأيته خلال رحلتي الأولى إلى بيروت في عام 2006 فهذا المكان سحري فريد وثمين واعتبرت أنه من خلال افتتاح معرض داخله سأتمكن من عرضه للجمهور للمرة الأولى منذ أن تم بناؤه في عام 1882، وان اظهر للمالك الجديد، هشام جارودي ماذا يجب و يمكن لهذا المنزل الاثري ان يكون:" مركزاً عاما ً للثقافة".

هذه المدينة بحاجة الى مثل هذه الأماكن، خصوصاً حيث ان مجتمعها ينقسم  إلى قبائل طائفية، فمن شأن الأماكن الثقافية ان تجمع الناس الذين لا يلتقون ويتوافقون، في جو من السلام والإبداع، وهذا بدوره يمكن أن يضيف إلى الحياة الثقافية للمدينة، وإعطاء الناس الأمل والفرح، وجلب المزيد من الاستثمارات.

واضاف كنت محظوظاً  للحصول على دعوة  من قبل المستأجرة الأخيرة من الأسرة  فايزة الخازن  والفرصة الذي تفضل واعطاني اياها المالك الجديد للمبنى، هشام جارودي لاقامة  المعرض في منزله، ووثق بي للقيام بعمل جيد.

- من اين حصلت على الدعم المالي لإنشاء هذا المعرض ؟

فادي سركيس، مستثمر خاص هو الذي مد لي يد العون ، فكان قد جمعت لوحاتي من قبل، وساعدني في إيجاد مشترين للوحاتي قبل هذا الحدث.

وذلك ساهم في تكفلي لتصميم وطباعة كتالوغ، وتركيب نظام اضاءة جديد، وإنتاج فيلم وتكاليف المعارض الأخرى. وللأسف لا لم تقم اية مصارف أو الشركات بدعم هذا المشروع او تقديم اية مساعدة.

- كم  لوحة يتخلل المعرض و هل بيعت اي منها ؟

عرضت 45 لوحة و بيع حوالي نصفها حتى الان ، استثماري يجني ثماره ، و ذلك لانه يحمل قيمة و معنى !

- ما كانت ردات الفعل حيال المعرض ؟

وضعت كتاباَ لكي يترك الزائرون انطباعتهم فامتلأ بالتعليقات الايجابية و المشجعة  و لاقى المعرض تغطية اعلامية عربية و دولية.

- وفي سؤال اخير عن مشاريعه المستقبلية؟

اظهر توم رغبته بالحصول على عطلة! وان يضمن ان مستقبل" البيت الزهري " سيكون بين ايدي امينة.

ومن ثم أراد أن يجد له مكان هادىء لمتابعة الرسم.

وفي مشروع جديد – "هناك أبنية قديمة وفارغة في بيروت لفت انتباهي ! وهناك منزل واحد بالتحديد قد يكون المشروع المقبل".