"شو عامل هالصيفية؟؟" يبدو هذا السؤال في غاية الاهمية في صيف 2021 بعد اكثر من سنة ونصف من صنوف العذاب التي عاش معها ال​لبنان​ي ولم يزل في خضمها يصارع: حراك و مظاهرات ترافقت مع عنف اعمال شغب في كثير من الأحيان، ثالث اكبر انفجار في العالم بعد النووي في ​مرفأ بيروت​، جائحة كورونا التي مرت ثقيلة على لبنان أرهقت الناس والجهاز الاستشفائي وفرضت اقفالات طويلة أدت الى افقار الناس واغلاق مؤسسات وصرف موظفين، أنها بلا شك اقسى ​ازمة اقتصادية​ في تاريخ لبنان، ودائع محجوزة في البنوك، دولار عزيز وسعر صرف متهالك لليرة مقابل ​الدولار​، مشاكل حياتية لا تنتهي... اللبناني المعروف بحب الحياة الذي اعتاد أن يقضي عطلته في الخارج أو في منزله في الجبل اذا وجد او في شاليه على البحر وما الى هنالك.. ماذا سيفعل هذا الصيف بعد كل هذه المعاناة اليومية من الحجر الى الوقوف طوابير أمام محطات البنزين وعلى أبواب البنوك أمام الأفران وأمام السلع المدعومة بعد معارك بين بعضهم للحصول على ادنى احتياجاتهم: من منا غير مخنوق ولا يتوق الى السفر والبحر والابتعاد عن الهموم ليتنفس الصعداء!!! كلنا بحاجة لتغيير جو او لاخذ نفس قبل العودة الى الوطن الذي اضحى "جهنم" بحق. كلنا بحاجة لكن من يستطيع؟؟؟ هنا السؤال:

"الاقتصاد" استطلعت آراء شريحة واسعة حول مخططاتهم لعطلة الصيف: سألت اعلاميين واعلاميات من الذين اعتادوا السفر في عطلة الصيف مدرسات ومدرسين واناس من مختلف الفئات والاعمار فجاءت النتيجة أن الجائحة والضائقة المالية غيرت حياتنا رأسا على عقب:

الأزمة غيرت حياتنا وعاداتنا بصورة دراماتيكية​​​​​​​

الاعلامية لينا دياب قالت لـ "لاقتصاد": ان نمط الحياة السابق والرفاهية سنفتقدها هذا العام أنا التي كنت أسافر باستمرار واتسوق دائما في الخارج أرى أننا صرنا اليوم نعيد حساباتنا لأسباب عدة : اولا لتراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار حيث يتعين علينا شراء الدولار من ​السوق السوداء​, والأمر الثاني الذي يكبلنا في الخارج هي القيود المصرفية وتعذر استخدام بطاقات الائتمان الخاصة بنا هذا مع العلم ان كل الحجوزات في الخارج تحصل اون لاين ونحنا لا يمكننا الدفع بالكارت لهذا السبب افضل عدم السفر هذا الصيف​​​​​​​ولحسن الحظ منزلي مطل على البحر ولن استأجر شاليه او غيره هذه السنة علينا ان نفكر وبدل ان نصرف على السفر نفضل أن نبقى النقود القليلة في حوزتنا تحسبا لأي طارىء في بلد متروك المواطن وحده يصارع كل المشاكل والأزمات المتزاحمة هذه السنة.

​​​​​​​​​​​​​​الاعلامية عبير ​بركات​ اشارت الى اننا لم نفكر بالسفر لل​سياحة​ لأننا واجهنا صعوبة حتى في ان تجتمع عائلتنا أعني أن أسافر مع الاولاد للقاء زوجي الذي يعمل في المملكة العربية السعودية: المطار هناك مقفل لا يمكنه الحضور الى لبنان ونحن لا يمكننا السفر لعنده لقضاء العطلة معا كعائلة فكرنا حتى ان نلتقي في بلد ثالث لكن زوجي مجبر على حجر نفسه في بلد آخر 15 يوم: بالطبع حياتنا تغيرت كثيرا بعد الجائحة وبالتالي لم نقرر بعد في هذا الصدد: فكرت أيضا بأن يكون لدينا اشتراك في أحد ​المنتجعات​ على البحر الا ان ال​اسعار​ مرتفعة جدا حيث ان كلفة اشتراك شهرين حوالي 6 ملايين ليرة هذا فقط للدخول​​​​​​​لم نذكر باقي المصاريف على البحر واذا اردنا شراء شاليه بطريقة الشيك المصرفي كي نهرب المال من البنك علينا أن ندفع أكثر من 30% زيادة على السعر وهناك مصاريف الصيانة وغيرها. قالت عبير للاقتصاد صحيح ان زوجي يقبض "فريش" لكن الناس حولي كلهم يتقاضون رواتبهم بالعملة الوطنية وهناك من لا يعمل لأنه فقد وظيفته وارى من واجبنا مساعدة غيرنا خصوصا بعد الغاء الدعم وارتفاع أسعار الدواء والاستشفاء.

أضافت: برأيي ان الشطوط اللبنانية ستنتعش هذا الصيف الا ان تعرفة الدخول للعائلة ستكلف 200 ألف ليرة بالتالي فإن من يقبض باللبناني لن يكون بمقدوره سوى تأمين المأكل ودفع فواتيره هذا بالكاد ما يفعله إذا استطاع في ظل هذا الغلاء وما يعدوننا به بعد رفع الدعم!!

​​​​​​​بدورها الاعلامية باميلا حنينة التي سألناها فيما كانت تحضر لزواجها قبل الصيف قالت للاقتصاد: انا بالاساس لم يكن لدي توقيت معين للسفر فكنت أسافر في الصيف وفي الشتاء​​​​​​​حسب ظروف عملي كما أنني لا استأجر شاليه على البحر عادة لست شغوفة جدا بالبحر بل افضل النزهات داخل لبنان للتعرف على مناطق جديدة: بالتأكيد أثر علينا كثيرا موضوع سعرف صرف الدولار لولا ذلك كنا سافرنا لشهر عسل في ​ايطاليا​ لكننا أجلنا بانتظار ظروف أفضل، وقررنا بعد الزواج ان نقوم بسياحة داخلية في لبنان وقد حجزنا بالفعل في أماكن عدة وبهذه الطريقة نصرف المال في لبنان من جهة ومن جهة ثانية نتعرف على مناطق لم نزرها من قبل. سنقوم بسياحة في الجنوب والشمال والشوف وفي القرى التي لم نزرها من قبل. بالتأكيد تغير نمط حياتنا وصار لزاما علينا ان ندير المصروف بحكمة خصوصا ان البنوك لا تسمح لنا بسحب أكثر من 10 مليون ليرة شهريا وهذا المبلغ لا يكفي تعرفة حجوزات في منتجعات ووجبة طعام واحدة في اليوم في ​مطعم​.

سنكتفي بنشاطات في الطبيعة مع العائلة

​​​​​​​من جهتها الاعلامية لارا سليمان نون قالت "نحنا سفراتنا قليلة لان الاولاد لا زالوا صغارا لكن كنا دائما ندعي الاصدقاء الى منزلنا الصيفي في مشمش (منطقة مار شربل) ونقضي أجمل الأوقات في فصل الصيف. تغيرت الأوضاع كثيرا هذا العام وباتت اللقاءات تقتصر على عدد محدود جدا من الأشخاص خوفا من كورونا وايضا لاسباب اقتصادية وبالتأكيد بسبب هذا الجنون في ​ارتفاع الاسعار​ اذ بالكاد يمكننا تأمين احتياجاتنا اليومية. وأضافت: لم نزل نحب التجمعات مع الاصدقاء لكنها صارت قليلة جدا صرنا نسأل ان كانوا قد اصيبوا بكورونا ان كان بامكاننا الاختلاط بهم حتى ان اصحابنا من المغتربين كانوا يقيمون عندنا بضعة ايام للاسف هذه الصيفية لن يحضروا بسبب كورونا ولسبب تدهور الخدمات في لبنان، حتى ان اللبناني الذي يعمل في بلد عربي صار يخشى الحضور لأنه إن أصيب بكورونا وتأخر في العودة يخشى أن يخسر وظيفته او مركزه.. كنا نقوم بسياحة داخلية في مناطق بعيدة نحجز في فنادق لعطلة نهاية الأسبوع مع العائلة لكن مع الاسف فان اسعار ​الفنادق​ صارت خيالية فلا يسعنا الا الاكتفاء ببعض المشاريع في الطبيعة مع اولادنا ولقاءات مصغرة جدا كي لا نفقد التواصل نهائيا اعتقد اننا صرنا اليوم في أدنى مرتبة في جهنم وصار وقت الانتفاضة!

​​​​​​​بعد هذه الجولة للآراء وبسبب ​الازمة الاقتصادية​ تبين أن معظم اللبنانيين يمضون فصل​​​​​​​الصيف في لبنان مما يعطي انطباعا بأن المنتجعات البحرية ستنتعش: إلا أن أمين عام اتحاد المنتجعات البحرية ​جان بيروتي​ لم يوافقنا الرأي سائلا أين القدرة الشرائية للبناني خصوصا بعد رفع الدعم و كم هو عدد الأغنياء في لبنان؟ أنه لا يتخطى 3% بينما 97 % من الشعب طبقة متوسطة وفقيرة. قال: شخصيا لا آمل أن يزدهر القطاع الا في عطلات نهاية الأسبوع: الزبون يبحث عن الارخص و هناك دائما منافسة لاستقطابه، وأشار بيروتي في حديثه للاقتصاد الى أن الضائقة التي تعاني منها المؤسسات السياحية غير مسبوقة مستشهدا بأن أحد الفنادق العريقة الذي كان في صدد التجديد والانطلاق مجددا اقفل بشكل نهائي ومنح المفروشات الجديدة التي كان اشتراها الى إحدى الجمعيات الخيرية!!!

بيروتي: هناك مروحة واسعة من الأسعار وتعميم فكرة الغلاء في المنتجعات السياحية غير صحيح​​​​​​​

وردا على سؤالنا عن أسعار الدخول الى المسابح اللبنانية أسف بيروتي لأن الإعلام يتحدث عن الغلاء بشكل غير دقيق لافتا الى ان هناك مروحة واسعة من الاسعار هناك 15 و 20 و25 وصولا الى الـ 100 الف في اهم منتجعات بيروت، أما بالنسبة للشاليهات فيوجد شاليهات 200 مترا كما يوجد 16 مترا وفيما خص المأكولات هناك خيارات واسعة مع العلم ان كل التكاليف التي ندفعها نحن بالدولار الأميركي قال - ولا ننسى متطلبات الوقاية​​​​​​​من كورونا من معقمات ونسبة كلور 3% للمسابح فلا شيء يدفع بالعملة الوطنية سوى رسم الدخول، وانتقد بيروتي عبر "الاقتصاد" قرار وزير التربية إجراء الامتحانات اخر تموز في عز الموسم.

​​​​​​​

أما رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر فقال للاقتصاد: أن الوضع هذه الصيفية سيكون مشابها للعام الماضي بمعنى نعم هناك سياحة داخلية لكن لا يعول عليها لأن الاسعار متدنية جدا فاليوم الـ400 الف في الفندق لشخصين مع ترويقتين صارت تساوي 35 دولارا فيما كلفة الترويقة وحدها 50 الف ليرة للشخص الواحد.لذا أقول إننا في هذا الصيف نعمل للبقاء لا أكثر.

الأشقر: سيكون هناك سياحة داخلية لكن الاسعار "في الأرض"!

وردا على سؤالنا هل ستنتعش الفنادق بقدوم المغتربين الذين يقبضون بالدولار او باليورو أجاب الاشقر نأمل بذلك لكن صورتنا في الخارج غير مشجعة "تهويل بحوادث امنية" ومشهد الناس تتعارك للحصول على سلعة مدعومة وما الى هنالك"... وعن الحجوزات في عيد الفطر قال: لا شيء هناك الاقفال المفروض وقد طالبنا ان يسمحوا للمؤسسات السياحية أن تفتح ولم نلقى جوابا بعد.

وماذا عن مطالبتكم أن يدفع الأجنبي الذي يزور لبنان بالدولار، قال: نأمل ان نحصل على الموافقة موضحا أن القرار لا يشمل اللبناني المغترب ولا الاجنبي المقيم في لبنان الذي يجري التعامل معه اسوة بالمواطن اللبناني.