تشهد أسواق ​الولايات المتحدة​ نقصاً شديداً في ​الخشب​، ولأول مرة في الوقت الحديث أصبحت ساحة الأخشاب هي التي تبيع الخشب للموردين على عكس ما كان يحدث في الظروف الطبيعية.

وهذا النوع من ال​تجارة​ لم يسمع به أحد من قبل، فعادة يشتري موزعو ​الجملة​ الأخشاب من المناشر ويبيعونها للساحات التي يتردد عليها بُناة ​المنازل​. لكن أسواق الأخشاب اليوم ليست عادية، فقد ارتفعت العقود الآجلة بأكثر من 60% في خلال شهر تقريباً لتصل إلى مستويات قياسية هذا العام مع انهيار سلسلة توريد الأخشاب بأكملها تحت وطأة الطلب المتزايد من الأشخاص الذين يجدّدون منازلهم والذين يشترون منازل أكبر.

ولا تستطيع المناشر مواكبة الطلبات، وتأخرت الشحنات المنقولة بالشاحنات، كما أن في المنتج لدى الموزعين نقصاً.

وقال برايان ليونارد، محلل تجارة الأخشاب في "آر سي إم ألترنيتفز" (RCM Alternatives)، وهو مطّلع على تلك الصناعة منذ 35 عاماً ولم يسمع من قبل عن بيع الأخشاب للموزعين: "هذا هو مدى جنون السوق.

من الواضح أنه لا ينبغي أن يحدث. لا يمكنك أبداً دفع المنتج مرة أخرى إلى أعلى السلسلة، ولكن يحدث ذلك اليوم بسبب تقلبات السوق".

ووفقاً لـ"ماتيريال إكستشينغ" (MaterialsXchange)، وهي منصة تداول رقمية للمنتجات الخشبية المادية مقرها ​شيكاغو​، تضمنت الصفقة ساحة للأخشاب تبيع نحو 30 ألف قدم مربع من الألواح الخشبية الموجهة، وهو بديل أرخص للخشب الرقائقي الذي يُستخدم على نطاق واسع لصنع أرضيات وجدران المنازل، ويُعرف اختصاراً باسم "أو إس بي" (OSB).

وقال مايك ويسنفسكي، الشريك المؤسس وكبير المديرين التنفيذيين لـ"إكستشينغ": "تنتقل موادّ البناء من شركة إلى أخرى في تدفقات غير تقليدية"، وأضاف أن الأسعار ارتفعت إلى درجة أن بعض بناة المنازل أُجبِرُوا على إلغاء المشاريع، تاركين بعض ساحات الأخشاب مع قليل من "المخزون الفائض".