قبل عام من الآن تم نشر فيديو مفبرك لنانسي بيلوسي وهي سياسية أمريكية تشغل حاليًا منصب رئيسة مجلس النواب يبين أنها تحت تأثير الكحول أثناء إلقاءها لأحد خطاباتها، وتم مشاهدة الفيديو من قبل ملايين الأشخاص على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يتبين أن الفيديو مفبرك وتم تبطيئه بنسبة 75%، لاحقًا، تم حذف الفيديو من قبل مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

تعديلات بسيطة كهذه تغير في الرأي العام وقد تؤثر على انتخابات ومصير دولة ما، ولكن ظهرت تقنية جديدة قد تغير معطيات اللعبة، لا أتكلم عن تعديل بسيط لصورة أو فيديو، بل إنشاء محتوى جديد كليًا وجعل شخص يقول شيئا لم يقله أو يفعل فعلًا لم يفعله بدقة عالية جدًا، تسمى هذه التقنية بالتزييف العميق (Deep Fake).

ما هي تقنية التزييف العميق؟

هي تقنية تقوم بفبركة الفيديوهات بدقة عالية جدًا، تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحتاج إلى موارد وخبرات عالية لصناعتها مع ظهور بعض التطبيقات المتاحة لعامة المستخدمين ذات الجودة المنخفضة.

يعود مصطلح التزييف العميق إلى أحد مستخدمي موقع "Reddit" حيث نشر عدد من الفيديوهات الإباحية عام 2017 بتبديل وجوه الممثلات الإباحيات بوجوه مشاهير، تم إغلاق الحساب من قبل الموقع ولكن المصطلح والتقنية انتشرت بين مستخدمين الإنترنت بعدها.

ما هو مستقبل التزييف العميق؟

التقنية مستقبلًا سوف تدخل في مجال صناعة المحتوى بكل قوة، قبل أشهر بثت قناة كورية برنامجًا إخباريًا يستعمل تقنية التزييف العميق بدلًا من مذيعة بشرية. بالطبع مع انتشار المحتوى المزيف يجب أن تظهر بعض التقنيات التي تحارب المحتوى المزيف، أعلنت شركة "Sensity" المتخصصة بالذكاء الاصطناعي إتاحة أداة لكشف المحتوى المصنوع من خلال تقنية التزييف العميق للعامة وبشكل مجاني، كخطوة لمحاربة الأخبار الكاذبة.

ولكن بالطبع هناك بعض المحتوى لن يُكشف من خلال أي أداة أو سوف يصل إلى غايته قبل أن يُكشف، وهناك مشاكل أخرى، مثل تناقض نتائج أداتين كشف حول صورة أو فيديو معين، فمن نصدق حينها؟

في الوقت الحالي، الحل الأفضل هو نشر التوعية بين المستخدمين حول تقنيات التزييف وخطورتها ويجب علينا عدم تصديق أي خبر يقع بين أيدينا.