حان الوقت لإجراء هذه المحادثة مع الشريك. لكن يجب أن لا يكون الأمر مخيفًا أو غير مريح... تجرؤ على التحدث حول المواضيع المالية، قد يكون الأمر ممتعًا.

مقارنة بالورود والشوكولاتة والعشاء على ضوء الشموع، فإن الحديث عن المال مع الشريك قد لا يبدو رومانسيًا على الإطلاق. ولكن عندما تبدأ في بناء حياتك مع هذا الشخص المميز، فإن التحدث بصراحة وصدق عن المال يمكن أن يضمن لك أن تواجه أي مشاكل أو تغييرات كفريق، إضافة الى بناء الثقة والألفة التي تحتاجها لعلاقة ناجحة.

إذا كنت قلقًا بشأن إجراء محادثة مالية مع شريكك، فلا تقلق. إليك دليل حول كيفية الوصول إلى ذلك، حتى تتمكن من التحدث بهدوء وثقة وإيجابية عندما يحين الوقت.

1- اعترف بالفلسفة المالية لشريكك:

يتمتع كل شخص بعلاقة فردية فريدة مع موارده المالية، وقد تكون علاقة شريكك مختلفًا تماما عن علاقتك - هل يميل أكثر الى التوفير والادخار؟ أم يفضل عيش حياته بما يملك وعدم التفكير بالغد؟

يمكن للمنفقين والمدخرين أن يحرزوا تقدمًا ممتازًا في تحقيق أهدافهم المالية معًا، ولكن من المهم لكل شخص أن يفهم كيف يفكر شريكه. إذا كانت أساليبكما في ​الإنفاق​ والادخار والعطاء غير متوافقة، يمكنكما الحفاظ على مزيد من الاستقلالية من خلال الاحتفاظ بحسابات منفصلة.

2- اتفقا على الأهداف المشتركة:

بعض الأهداف فردية، ولكن من الأفضل التعامل مع معظم أهداف الحياة "الكبيرة" – مثل شراء منزل، إنجاب طفل، الإبحار حول العالم،... – كفريق. هذه فرصة أخرى لمشاركة ما تريده من الحياة مع شريكك، والتخطيط لكيفية تحقيق ذلك معًا. يعد حساب التوفير المشترك أداة رائعة لذلك، لا سيما في أحد البنوك التي تقدم لك الفرصة لتعيين "مجموعات" منفصلة.

3- تحدث بصدق... ولكن مع احترام خصوصية شريكك:

يمكن أن تكون مناقشة التمويل الشخصي موضوعًا عاطفيًا للغاية، خاصة للأشخاص الذين يشعرون بعدم الارتياح تجاه وضعهم الخاص. تذكر أن قول "لا أشعر بالراحة عند مشاركة ذلك الآن" هو خيار متاح على الدوام.

هذه رحلة، وستكون الوجهة مختلفة لكل زوجين. لا تشعر بالضغط لمشاركة معلومات أو حتى أموال، أكثر من ما تشعر أنك مستعد له.

4- لا تنتظر حتى تحدث المشكلة:

على الرغم من أنه قد لا يكون موضوعا مثيرا للمحادثات في البداية، ولكن من المهم أن تفهم موقف شريكك في العلاقة تجاه المال. توفر نقاط التحول في العلاقة فرصة ممتازة لمناقشة التوقعات حول النفقات المشتركة والنهج المختلط تجاه إدارة الأموال. قد يكون هذا هو الوقت المناسب للتحدث مع شريكك حول المال، وربما حتى فتح حساب جاري مشترك للنفقات المشتركة مثل الإيجار و​الإنترنت​ و​الكهرباء​، وكذلك تحديد كيفية تمويل الحساب المشترك.

هل ستقوم بتقسيم المساهمات بالتساوي (50-50)؟ أو بشكل متناسب مع دخلك؟ (لذلك إذا كان أحد الأشخاص يكسب ضعف ما يحصل عليه الآخر، فسوف يودع ضعف المبلغ الآخر). هل ستأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى، مثل قرض الطالب، ​الديون​، وغيرها من الأمور؟ لا توجد إجابة خاطئة هنا، طالما أن كلا الشريكين يشعران بالرضا عن النظام الذي يقومان بإعداده.

5- فكر في مقابلة مستشار أو معالج مالي:

يمكن للخبير مساعدتك أنت وشريكك في تحديد أهدافك المشتركة والأولويات المشتركة والميزانيات المشتركة، بالإضافة إلى التوصية باستراتيجيات للتخطيط المالي المشترك الفعال. يمكن أن يساعدك المستشار المالي في تطوير خطة فردية تعمل على نقاط القوة لدى كلا الشريكين، وتضع أساسًا متينًا لمستقبلكما معًا.

كم مرة يجب أن يتحدث ​​الأزواج​​ عن أهدافهم المالية؟ يبحث الخبراء في كيفية إجراء هذه المحادثات بطريقة تترجم إلى نشاط عملي موحد. في الكثير من الحالات، قد تجد حتى مواعيد منتظمة لإجراء هذه المحادثات، تساعدك على تعزيز علاقتك.

- إعداد إطار المحادثة:

قد يبدو الحديث عن المال مع شريكك صعبًا أو غير مريح، بغض النظر عن المدة التي قضيتماها معًا. ومهما كانت الطريقة المتبعة لكيفية مشاركة الأموال مع الشريك، فليس الأمر مجرد معرفة من الذي ينفق ماذا. وبدلاً من ذلك، يجب أن يكون تركيز المحادثة على ما تريدان فعله أو تحقيقه معًا في الحياة، وكيف يمكن للمال أن يساعدكما على تحقيق هذه الأشياء.

حتى إذا كنت عالقًا في روتين مالي معين لسنوات، فإن تغيير طريقة حديثك عن المال كزوجين، يمكن أن يغير ليس فقط طريقة الادخار والإنفاق، ولكن أيضًا الطريقة التي تعيش فيها.

- عن ماذا نتحدث؟

ربما لديك مجموعة متنوعة من الأهداف المالية، بدءًا من الادخار الدقيق إلى الرؤية طويلة الأمد. بينما قد تكون، أنت وشريكك، على نفس الموجة من أجل وضع دولاراتك الإضافية في إجازة صيفية على الشاطئ، قد لا تكونان في المقابل أيضا، على توافق عندما يتعلق الأمر بأي شيء آخر.

ومن هنا، يوصي الخبراء بأن يقوم الأزواج بتدوين الأهداف بشكل مستقل في الفئات التالية: الصحة، الأسرة، السفر، الممتلكات، المجتمع، المسيرة المهنية.

قد تندهش من ما يظهر في قائمة الشريك. وليس هذا فحسب، حيث أنه حين تعمل بشكل مستقل، يتم منحك حرية التفكير بالفعل، في أهداف حياتك والتعبير عنها لشريكك. بإمكانكما مقارنة الإجابات بهدف تجميع الأولوياتك المالية معًا.

من خلال خطة لعبة مشتركة، من الممكن معرفة التفاصيل كافة، حول كيفية تحقيق كل هذه الأحلام، سواء كان ذلك على مدار الأشهر القادمة، أو حتى خلال السنوات القادمة.

- كيفية المتابعة...

بمجرد تسوية الأهداف الكبيرة، كيف يمكنكما مساءلة بعضكما البعض؟ هناك 3 أنواع مختلفة من المحادثات، من أجل الوصول لتنفيذ خطتك السنوية، بدءًا بمحادثة مالية أسبوعية. يجب على الأزواج التحدث أسبوعيًا على الأقل عن أهدافهم المالية. والطريقة المثلى للقيام بذلك، هي السير على إيقاع مستمر ومتواصل. من هناك، قم بجدولة مراجعة شهرية لإجمالي إنفاقك وحساباتك الاستثمارية. وفي كل ربع سنة، انظر إلى أهدافك متوسطة المدى وطويلة الأجل، لمعرفة ما إذا كنت تسير على الطريق الصحيح، أو إذا كنت بحاجة إلى إجراء أي تعديلات على مدخراتك أو جدولك الزمني.

استعد لتحقيق النجاح، عن طريق الحفاظ على جدول منتظم، والتعامل مع هذه المحادثات مثل أي موعد مهم آخر. ضع في اعتبارك إنشاء عناصر تقويم متكررة فعلية، حتى تعرفان كلاكما متى عليكما القيام بهذه المحادثات.

ومع ذلك، لا يمكنك التعامل مع هذه المحادثات الجدية بصرامة، أو بشكل احترافي فحسب، لأنك تخاطر بذلك، بإصدار الأحكام على تصرفات الشريك، ومن هنا، يمكنك التسبب في مشاعر مؤذية.

أنتما تشكلان فريقا واحدا، وكل طرف ليس منافسًا فرديًا. لذا، ابحث عن طرق لدعم الشريك في تحقيق الأهداف المشتركة.

حتى لو لم تحقق أنت وشريكك كل هدف مالي في الوقت المحدد أو بشكل كامل، فإن الصدق والشفافية مع بعضكما البعض سيحققان لكما مستوى أكبر من الحميمية. لن تشعر فقط بمزيد من الأمان بالنسبة الى أموالك، بل ستتمتع أيضًا بشعور أفضل بالأمان، من خلال الثقة الكاملة في بعضكما البعض.

- سوق العمل:

تظهر البيانات الحديثة أن عدد ​النساء​ في القوى العاملة الآن، بات أكبر من عدد الرجال ، ولكن في منازل الأزواج أو الشريكين، ما زال يتم تقسيم العمل وفقًا للخطوط التقليدية بين الجنسين.

من المرجح أن تقوم النساء بغسيل الملابس وطهي وجبات الطعام والحفاظ على نظافة المنزل، بينما يقوم الرجال بصيانة الفناء والحفاظ على السيارة في حالة جيدة. ومع ذلك، فإن النساء يتخذن خطوات عندما يتعلق الأمر بأموالهن الشخصية. في 37% من الأسر، تتولى النساء مسؤولية دفع الفواتير، مقارنة بـ 34% من ​الرجال. وتشترك نصف المنازل في مسؤولية تحديد أين يجب أن تذهب ​الاستثمارات. إذا لم يحدث ذلك بالتساوي، فإن الرجال يتولون المسؤولية؛ ومن هنا، نود أن نرى بعض التغيير.

ما هو أكثر إثارة للاهتمام (وربما علامة على مدى إرهاق عملنا جميعًا)، هو أن الرجال والنساء يميلون إلى الشعور بأنهم يفعلون أكثر من شريكهم في عدد من الفئات.

تبدأ مناقشة ميزانيتك بالسؤال حول النفقات المشتركة. يجب أن تكون خطة التوفير نتيجة لقرار مشترك يعتمد على الأهداف طويلة الأجل وقصيرة الأجل. تأكد من أن شريكك لا يعرف هذه الخطط فحسب، بل هو منخرط فيها أيضا. فعندما تدخران كلاكما من أجل الهدف ذاته، ستصلان إليه بشكل أسرع.