قصة رائد الأعمال ال​لبنان​ي أيمن عاصي التي بدأت من تجربة استكشافية في المهجر، تستحق أن نقف عندها.

هو خير قدوة لكل طامحٍ وساعٍ إلى النجاح، خدمة العلم صقلت شخصيته وعلمته الكثير. فقد رفع عاصي سقف الإرادة والإصرار والعمل الجاد، وركز على تطوير مهاراته الفردية كي يكون ناجحاً على المستوى الشخصي، قبل أن يشارك في إنجاح الآخرين وتحفيزهم، ومساعدتهم على تحمل المسؤولية. هو حريص على العمل، ومنظم، ودقيق وذو أفكار خَلَّاقة فتحت أبواب فرص العمل لكثير من أبناء وطنه. ومن هنا، كان طموحه بمثابة طاقة إيجابية في حياته.

فلنتعرف أكثر عليه في هذه المقابلة التي خصّ بها موقع "الاقتصاد":

- من هو أيمن عاصي؟ وكيف بدأت رحلتك في عالم الأعمال؟

"أيمن عاصي مواليد عام 1977، أنهيت خدمة علم في لبنان (أتمنى أن تعود هذه الخدمة لما لها من تأثير إيجابي كبير على حياتي ومن المؤكد ستؤثر على شباب بلدنا)، ثم قررت أن أهاجر، فكانت خطوتي عبارة عن رحلة استكشاف لخوض تجربة جديدة في الحياة."

ما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت إلى ما أنت عليه اليوم؟

"فور وصولي إلى ​لندن​ بدأت العمل منذ اليوم الأول.. "شربت" القهوة في أحد المطاعم، حينها لم يكن لدي أي خطة، وتعرفت بالصدفة على صاحب ال​مطعم​ (لبناني الأصل) وسألني عما إن كنت أرغب بالعمل.. فبدأت بخدمة الزبائن و​تنظيف​ الصحون في المطبخ، ومن اليوم الأول وضعت هدفاً، بأن أُنشئ مطعماً خاصاً يوماً ما.

عملت أيضاً في خدمة التوصيل "الديليفري" والتسويق "ماركيتنغ"، أما أول مشروع انطلقت به بعد سنتين ونص من سفري إلى لندن، كان عبارة عن معمل ألبان وأجبان.

ومن ثم بدأت لأحقق هدفي وحلمي بفتح مطعمي الأول عام 2006 - 2007، وسميته "أموري"، ولكن لم أنجح إذ كان هناك قرارات صارمة من الدولة واختياري الخاطئ لموقع المطعم أدى إلى خسارة كل ما أملك.

كان هناك مطبّات كثيرة وخسائر عدة، ورغم هذا لم أستسلم، بدأت بتأجير ​السيارات​ للسياح، وقررت أن يكون هذا عملي الأساسي لأنني أحب السيارات كثيراً، وتطورت إلى أن أصبحت أقدم خدمات سياحية على مستوى عال جداً، وتوسّعت هذه الشركة حتى أصبحت من أهم الشركات التي تقدم خدمات نقل عالية الجودة، ليس مجرد تأجير سيارة بل مع سائق وأكثر من ذلك...

زبائننا باتوا من شخصيات سياسية وفنية واجتماعية وأيضاً ​رجال أعمال​، وأمراء من العائلات الحاكمة، وقد وثقوا بنا لأننا نقدم خدمات بحسب أذواقهم، من خلال اختيار نوع السيارة أو ​الطائرة​ الخاصة التي يريدون التنقل بها، وكذلك تأمين لهم كافة سبل الراحة والحماية الشخصية.

وامتاز هذا العمل بالدقة والمسؤولية العالية، من ناحية تأمين حماية الزبائن وحفظ خصوصيتهم."

كيف حققت هدفك الأول بافتتاح مطعم من جديد وما هي العوامل التي أتاحت لـ "بيت ​الزيتون​" حجز مكانة مهمة بين المطاعم في لندن؟

"شغفي وطموحي الأول بافتتاح مطعم أردت تحقيقه بعد نجاحي في شركة خدمات النقل. فـ "بيت الزيتون" هو بيت الجميع.. كل من يدخل هذا المطعم يشعر بأنه في منزله ويشعر أنه في لبنان، لم يأت أحد إلا وأصبح من زبائننا.. والسبب التفاصيل التي عملت عليها ميّزت هذا المطعم، ليس فقط الطعام اللبناني بل "ديكور" المنزل اللبناني، الكراسي مصنوعة من القش ابتعتها من ​صيدا​، العمال والطباخون لبنانيون.

ما ميَّزه أيضاً مساحته الكبيرة مع الحديقةـ وليس في وسط المدينة بل يبعد قليلاً عن الوسط، كما يتسم بأجواء عائلية ممتازة.

كذلك تعلّمت الدرس من فشل المطعم الأول وانتظرت الوقت المناسب مع دراسة دقيقة، وكُلّها عوامل أدت لنجاح هذا المطعم."

برأيك، ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم وتحقيق النجاح في مسيرتك؟

"أولاً، العمل الجاد يؤتي ثماره حتماً، فالمصداقية وإعطاء العمل حقّه يشكلان النقطة الأساس في مسيرة أي شخص ناجح. إذ يجب الحفاظ على هذا النمط في النشاط المهني، من أجل ضمان الاستمرارية، وتحقيق أفضل النتائج.

ثانياً، اتخاذ القرارات، وتحديد الخطط، وعدم الخوف من المخاطرة، بل الإقدام على تنفيذ الأفكار والمشاريع الجديدة من أجل تحقيق المزيد من التوسع.

والأهم الدقة والتنظيم في العمل وهذه الصفات اكتسبتها من خدمة العلم."

من قدم لك الدعم طوال مسيرتك؟

"لطالما تلقيت الدعم والتشجيع من عائلتي، ودعاء والدتي التي وقفت دائماً إلى جانبي".

كيف تأثرت أعمالك بفيروس "كورونا"؟ وهل يهدد هذا الوباء استمرارية أعمالك؟

"بالطبع تأثرنا بسبب الإغلاق في ​بريطانيا​ بعد جائحة "كورونا"، لكن الدولة قدَّمت الدعم ووفرت لنا رواتب الموظفين.

وقد نستفيد من خلال شركة النقل عندما تأتي الشخصيات العامة إلى لندن لتلقي الطعم، نحن مستمرون رغم "كوفيد-19"... وتمكنا من تأمين الخدمات رغم كل الصعوبات، والآن لدينا قائمة بأشخاص يودون القدوم لتلقي اللقاح هنا".

ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

"بالنسبة لأعمالي المستقبلية، سأفتتح مطعم لبناني لكنه لا يشبه "بيت الزيتون" سيكون لخدمة الـ "دليفري" و"TAKEAWAY".​​​​​​​

كما أعمل على ​مشروع جديد​، بما أنني شغوف بالسيارات، سأستثمر ذلك افتتاح شركة صيانة شاملة للسيارات ولكن بطريقة مميزة، ثلاثة طوابق لخدمة الزبون، حيث يضع سيارته في قسم العناية الخاصة ويستطيع الانتظار داخل المطعم التابع للشركة."

هل تفكر يوماً بالعودة للاستقرار بشكل دائم في لبنان؟

"أمنيتي الدائمة هي العودة إلى بلدي الأم لبنان، وهذه الرغبة موجودة في قلبي. إذ لطالما فكرت بهذا الموضوع، وكان لدي شركة للسفر في لبنان لكنني جمدتها حالياً بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية، إذ تكبدنا خسائر كبيرة بسبب ما حصل، وآمل أن أعيد تشغيلها عندما تتحسن ظروف البلد."

ومستقبلاً سأفتتح مطعم "بيت الزيتون" في بيروت".

​​​​​​​

ما هي نصيحة أيمن عاصي إلى جيل الشباب اللبناني بشكل خاص؟

"نصيحتي للشاب اللبناني، إذا هاجرت بسبب الأوضاع الاقتصادية اعتبر أنك تخوض تجربة وستعود إلى وطنك.

مهما كان لديك خارج لبنان، لا شيء أهم من وطنك، لذلك دائماً أخطط للعودة والعمل في بلدي".