بعد نجاته من الموت بفيروس "​كورونا​" بفضل شاحن هاتف استعاره من ممرضة ليتحدث مع عائلته، أطلق طبيب أميركي وابنه مبادرة لتوزيع الشواحن على المستشفيات ومساعدة المرضى على التواصل مع ذويهم عبر ​الهواتف النقالة​.

وفي آذار، مع بداية جائحة الفيروس التاجي، بدأ الدكتور ستيفن هيفلر البالغ من العمر 77 عامًا بالشعور بالمرض بعد عودته إلى ​فلوريدا​ من سان دييغو. لم يكن يعلم أنه سيقضي 49 يومًا في المستشفى، 23 منها على جهاز التنفس الصناعي. علاوة على ذلك، لم يكن لديه طريقة سهلة للاتصال بعائلته، حيث نفدت طاقة هاتفه الذكي.

وسرعان ما تدهورت حالة الدكتور هيفلر بعدما تم إدخاله إلى مستشفى ساراسوتا ميموريال، وفقد وعيه لمدة أسبوع في وحدة العناية المركزة، حيث نجح الأطباء في إنعاشه 3 مرات. وعلى الرغم من أنه كان فاقدًا للوعي، أرادت عائلة الدكتور هيلفر التحدث إليه عبر هاتفه، لتقديم الدعم النفسي له وتشجيعه على مقاومة المرض. لحسن الحظ، كان لدى إحدى الممرضات شاحن احتياطي، ما وفر شريان حياة جديد لهفلر.

وقال الدكتور هفلر: "عندما اتصل ابني جوناثان وزوجتي ارتفع معدل ضربات قلبي وارتفع ضغط الدم على الرغم من أنني كنت غير قادر على التواصل. لقد اتصلت بأولادي على الهاتف وقالو لي لا تستسلم، واصل القتال".

وعندما تحسنت حالته بفعل اتصالات عائلته، بدأت الممرضات في تشجيعه على التحدث مع عائلته طوال النهار والليل. وبناء على هذه التجربة أدرك نجل المريض، جوناثان أنه ربما يوجد العديد من المرضى الذين لا يستطيعون التحدث مع عائلاتهم بسبب عدم توفر طاقة في هواتفهم. وعلى الفور، أنشأ جوناثان صحفة على موقع "غو فاند مي" لجمع ​التبرعات​ لشراء شواحن الهواتف وتوزيعها على المستشفيات. كما دخل في شراكة مع "ميغان تريس"، وهي مؤسسة طبية مقرها في ​شيكاغو​، للعثور على المستشفيات التي تفتقر لأجهزة الشحن.

وتمكن جوناثان من جمع أكثر من 4100 دولار، استخدمها في شراء عدة آلاف من أجهزة الشحن لتوزيعها على المستشفيات.

وفي البداية، كان جوناثان يشتري أجهزة الشحن من "​أمازون​"، ويرسلها عبر البريد إلى المستشفيات، ولكن عندما علمت إحدى شركات بيع الأجهزة الإلكترونية عن مبادرته، اتصلت به وعرضت المساعدة، وقامت بتوفير جميع مستلزمات الهواتف للكثير من المستشفيات.