قررت أن تحول شغفها الى مشروع تجاري، فانبعثت في داخلها شعلة من التوهج، دفعتها الى الإقدام بشكل أفضل لمواجهة الظروف كافة، كما وضعت في نفسها الأمل الذي قادها نحو النجاح والتميز.

فلنتعرف معا الى صاحبة العلامة التجارية "Cleopatra by Cleo"، كليو أسطا، التي خصّت موقع "الاقتصاد" بهذه المقابلة الحصرية:

-من هي كليو أسطا؟ وكيف انطلقت فكرة "Cleopatra by Cleo"؟

حصلت على ماجستير في ​التصميم​ الغرافيكي من "جامعة الروح ​القدس​ – الكسليك"، "USEK"، ومنذ حوالي سنتين، جاءت بالصدفة فكرة إطلاق صفحة "Cleopatra by Cleo".

وخلال فترة أسبوعين فقط، قمت بتحضير اللوغو وأنهيت كل ما له علاقة بالـ"branding"، وقررت إطلاق مشروعي الخاص. فلطالما شعرت بالشغف تجاه الموضة والتصميم الغرافيكي، وخلال مرحلة الطفولة، كنت أحب اللعب بالأقمشة، وتنظيم عروض ​الأزياء​ للدمى.

فالموهبة موجودة، حيث أهوى القيام بالأعمال اليدوية، وفي الوقت ذاته، وجدت أن فكرة "الشارات" أو الـ"patches" المخصصة، هي جديدة ومبتكرة.

فأنا أنهي التصميم عبر ​الكمبيوتر​، وأرسله بعدها الى المصانع والموردين، ومن ثم، أضع الشارة بشكل يدوي على المنتجات مثل الحقائب، القمصان، مراويل المطبخ، وغيرها.

-من أين جاءت الفكرة الـ"patches"؟

كنت عضوا في الكشافة خلال مرحلة الطفولة، وبالتالي، كنا نضع الشارات على القمصان. ومن هنا، استوحيت الفكرة الأساسية، وشعرت أن السوق اللبناني يفتقد الى هذا النوع من المنتجات، التي سأقدم من خلالها قطعا جديدة وغير تقليدية.

أردت إطلاق "Cleopatra by Cleo"، ولو بإمكانيات صغيرة، وذلك رغم الخوف الدائم من سرقة الفكرة وتطبيقها برأسمال أكبر ووقت أوسع، لكوني أعمل بالمقابل في شركة، وبالتالي لدي دوام يومي ثابت؛ حيث أركز على هذا المشروع بعد عملي أو خلال عطلات نهاية الأسبوع، لكي لا يتضارب مع وظيفتي.

-من هم زبائن "Cleopatra by Cleo"؟

زبائني هم أشخاص من الفئة العمرية ما بين 18 سنة و35 سنة، يحبون الموضة والأفكار المرحة، الجديدة، وغير التقليدية. وذلك لأنني أقدم التصاميم المميزة، المستوحاة من الواقع اللبناني. بالإضافة طبعا الى الأفكار الطريفة، وتلك المخصصة للأطفال، الأعراس، الأعياد،...

-كيف تقيمين الإقبال على منتجات "Cleopatra by Cleo"؟

خلال سنتين، شهدنا عددا كبيرا من الطلبيات، خاصة خلال موسمي ​عيد الميلاد​ وعيد الأم. فبطبيعة الحال، يزيد الإقبال خلال أوقات الذورة والمناسبات.

لكنني أسعى دائما الى تقديم النوعية الأفضل من ناحية الأقمشة والتطريز، ما يزيد من التكاليف. وتلقائيا، سيكون المنتج فاخرا، لكونه يضم أيضا لمسة العمل اليدوي؛ حيث أعمل على الخياطة، كما أضيف حبات الخرز في بعض الأحيان.

أحاول القيام بكل الأمور بنفسي الى حد الآن، بسبب عدم قدرتي على التوسع؛ وبالتالي، أهتم بالتصميم، التسعير، التواصل مع الموردين، قوائم الجرد، وسائل التواصل الاجتماعي، التفاعل مع الزبائن،...

ولحسن الحظ، تكون ردات الفعل إيجابية دائما، حيث يقول الزبائن أنهم يحبون المنتج، ويعجبون بنوعيته، وبالأفكار المبتكرة والتصاميم غير المألوفة. ومن هنا، أسعى للحفاظ على هذا المستوى العالي.

-من يقدم لك الدعم في مسيرتك؟

أتلقى الدعم الدائم من العائلة، وخاصة من خطيبي ووالدتي التي لطالما وقفت الى جانبي على الصعد كافة.

-كيف تحددين أسعار منتجاتك اليوم في ظل التخبط الحاصل في سعر صرف الليرة مقابل ​الدولار​؟

المشروع التجاري الكبير قد يتحمل أعباء هذه المشكلة أكثر من المؤسسات الصغيرة والمحدودة، وذلك بسبب الكميات الضخمة التي يقدمها.

أما أنا، فأضطر الى شراء المواد الأساسية، على سعر السوق السوداء، في ظل عدم القدرة على الاستيراد من الخارج، بسبب الافتقاد الى الدولار. ولهذا السبب، لا أستطيع الاستثمار بهذا المشروع بشكل موسع أكثر في الوقت الحاضر، لأن كل شخص "خايف على رزقتو". ومع كل الغلاء الحاصل، عمدنا حتما الى رفع أسعارنا، ولكن بشكل مقبول ومنطقي.

نحاول قدر الإمكان تحديد الأسعار بطريقة عادلة، كي لا نحقق الخسائر من جهة، ولا نخسر زبائننا من جهة أخرى. وأتمنى أن تتحسن الأوضاع في البلاد، ولكن في الوقت الراهن وخلال هذه المرحلة الصعبة، علينا التكاتف والوقوف الى جانب بعضنا البعض، وتقديم كل الدعم والتشجيع اللازمين.

ولا بد من الاشارة الى أنني ككل الناس، ما زلت أتفاجأ لدى رؤية أسعار مختلف المواد والسلع، وفي بعض الأحيان، لا أتقبل الارتفاعات غير المبررة.

-هل تعتقدين أن مشروعك سوف يصمد ويتخطى هذه المرحلة؟

أتمنى ذلك حقا، لأن كل الأسعار ارتفعت بشكل جنوني. آمل أن يتفهم الناس ذلك، لأننا نحاول ملاقاتهم في منتصف الطريق، كي لا نخسرهم، وفي الوقت ذاته، لا نتكبد الخسائر.

أحاول عدم توسيع المخزون خلال الأشهر القليلة القادمة، لكي نرى الى أين سيأخذنا العام المقبل.

-هل تراجعت المبيعات بفعل ​الأزمة الاقتصادية​ والمعيشية الحاصلة؟

لقد تراجعت المبيعات بعض الشيء، فالناس باتوا يطلبون الحقائب، أكثر من المنتجات الأخرى، لأن سعرها أقل من غيرها، حيث يعتبر البعض أن أسعار القمصان مرتفعة نسبيا. لكننا نسعى للحفاظ على النوعية الممتازة، ولهذا السبب، لا أريد تخفيض الأسعار على حساب جودة البضائع.

- ماذا تقولين للقراء لحثهم على تشجيع الصناعة اللبنانية وشراء المنتجات المحلية؟

أتمنى أن يبادر الجميع الى شراء البضائع اللبنانية، لكي نحرك هذا السوق الصغير، وندعم بعضنا البعض، ونحاول تحسين الوضع الى حد ما.

-كيف تحققين التوازن في حياتك بين وظيفتك الثابتة ومشروعك التجاري الخاص؟

أعمل في شركة بدوام كامل، حيث أقدم كل طاقتي ومجهودي، أما خارج الدوام، فأهتم بعلامتي التجارية "Cleopatra by Cleo". ومن هنا، أعتبر نفسي في سباق دائم مع الوقت والضغوط.

لكنني في الوقت ذاته، غير قادرة على التخلي عن وظيفتي الثابتة أو التقصير فيها، كما لا أستطيع التوسع في مشروعي، بسبب افتقادي الى الوقت اللازم، ما يمنعني من التقدم السريع.

نصيحة الى المرأة.

أقول للمرأة: "لا تنتظري الحظ، بل استفيدي من الإمكانيات، واخلقي الفرص. حققي أحلامك مهما طالت فترة الانتظار، ومهما تقدم بك العمر. أما اذا كنت تمتلكين موهوبة معينة، فلا تقومي بإهدارها بسبب انشغالات الحياة، بل اعمدي الى تطويرها، وتقديمها الى الناس لكي يسفيدوا بدورهم منها".

كما أنصح المرأة أن تركز على تنظيم الوقت، لأنها قادرة على أن تكون أم، زوجة، أخت، ابنة، سيدة أعمال، أنثى،... يجب أن تهتم بتقسيم وقتها، لكي لا تقصر في أي جانب من جوانب حياتها.

وبالإضافة الى ذلك، عليها التحلي بالإرادة الصلبة لمواصلة المسيرة، دون أن تفقد الأمل. وعليها أن تستمع جيدا الى احتياجات الزبائن، ولا تحزن من الانتقادات السلبية التي قد تطالها. كما يجب أن تسعى دائما الى التطور، والاستماع الى الآراء المختلفة، والتصرف بطريقة لطيفة وودودة.

على النساء الوقوف الى جانب بعضهن البعض من أجل الاستمرار...