بات كسر الأرقام القياسية العالمية، من هوايات كارولين شبطيني الأم ال​لبنان​ية، التي وصل اسمها للعالمية عبر مشاريع ضخمة، هزمت فيها نظرائها في دول كبرى.

كارولين صاحبة الأرقام القياسية، لم تكل أو تمل من تحطيم الأرقام، فبدأت المغامرة، بأكبر شجرة ميلاد مصنوعة من مخلفات ​البلاستيك​ في العالم. وأضافت إنجازاً آخر، تمثّل بأكبر لوحة فيسفساء لهلال عالمياً مستخدمة البلاستيك، كاسرة رقماً يابانياً قياسياً كان الأكبر في السّابق.

لم تصمد الأرقام القياسية أمام كارولين الناشطة البيئية، وبدأت "إمرأة ​غينيس​" اللبنانية مغامرة جديدة، في مشروع وطني هدفه رفع اسم لبنان، من خلال إنجاز أكبر ​علم​ دولة مصنوع كلياً من مواد يعاد تدويره.

فماذا تقول كارولين عن إنجازاتها؟ وما أبرز التحديات والمكاسب التي حققتها في النجاحات السابقة والمستمرة؟ وما خططها المستقبلية؟

هذه الأسئلة أجابت عنها كارولين شبطيني في مقابلة مع "الاقتصاد":

كيف بدأت مغامرة كارولين بعملك كناشطة بيئية وانطلقتِ لكسر الأرقام القياسية؟

"العمل بدأ كـ "مزحة"، فلم أكن ناشطة بيئية، وكان لدي مشاكل في عدم شرب ​الماء​، وفي العام الماضي طُلب مني شرب الماء بكثرة (10 عبوات مياه يومياً)، وهو ما خلّف عدداً كبيراً من عبوات مياه البلاستيك الفارغة.

حاولت مراراً التّواصل مع جمعيات تعمل بإعادة تدوير ​النفايات​ كي أتخلص من عبوات ​المياه​، ولكن لم دون جدوى، وأصبح عددها يفوق الـ 500.

أجريت بعدها بعض الأبحاث، وقررت على إثرها أن أبني شجرةً لابنتي البالغة من العمر حينها 10 سنوات، واستطعت من خلال 500 قنينة مياه فارغة، بناء شجرة ميلاد في المنزل، لاقت ترحيباً كبيراً من الجميع، رغم أنني درست اختصاص Finance"" في الجامعة ولا أرتبط بأي مجال يذكر بالهندسة.

وفي أيار 2019، خطرت لي فكرة، بأن أبني شجرة ميلاد ضخمة من مخلفات عبوات البلاستيك، أعلنت على إثرها عن الفكرة عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​ وكانت هذه الإنطلاقة."

بعد الإنطلاقة ما الإنجازات التي حققتها كارولين على الصعيد المحلي والعالمي؟

​​​​​​​"الإنجاز الأول الذي دخلت على إثره في "موسوعة غينيس" بعد كسر ​رقم قياسي​ سابق، كان شجرة الميلاد في شِكّا العام الماضي.

عزمت وقتها على بناء الشجرة الضخمة من مخلّفات العبوات البلاستيكية، وبوجود عدد كبير القناني، بحثت في "موسوعة غينيس" عن الرقم العالمي الأكبر سابقاً، وكان مسجّلاً في ​المكسيك​ وعملت عليه 27 جامعة، وكنت على يقين أنه يمكنني أن أقوم ببناء شجرة أضخم وأكبر، وبتعاون أشخاص أقل.

قبل أيام من ​عيد الميلاد​ وبناء الشجرة، لم تكن أيَّة بلدية قد تبنّت أو دعمت المشروع، ولكنني كنت أواصل تجميع قناني المياه الفارغة، وذلك لثقتي أنني سأنجح.

وأثمر ذلك عن أكبر شجرة ميلاد مصنوعة من مخلفات قناني المياه بطول 28.5 متر وتضّم 140 ألف قنينة، وكسرت الرّقم السّابق المسجّل في المكسيك بـ 90 ألف قنينة وبطول 27 متراً.

​​​​​​​

لم تكتفِ بهذا الإنجاز.. ماذا حققت بعدها؟

"لبنان بلدٌ متعدد الطوائف، وتكريساً لمبدأ التعايش المشترك، قالت إنه كما بنيت الشجرة في "عيد الميلاد المجيد"، يجب أن أقوم بعمل خلال "​شهر رمضان المبارك​".

حينها وبسبب "كورونا"، لم تعلن أيّة بلدية تبنّيها المشروع، واضطررت أن أقوم بالمشروع الثاني دون مساندة من البلديات، واستطعت أن أكسر الرقم القياسي المسجّل سابقاً في "غينيس"، ببناء أكبر فسيفساء مصنوعة من أغطية العبوات.

فسيفساء الهلال اللبنانية، تفوّقت على الفسيفساء الأكبر سابقاً والمصنوعة في ​اليابان​ بحجم 120 متر مربع، فيما فسيفساء الهلال وصل حجمها إلى 200 متر مربّع."

​​​​​​​

اليوم تتجهين لإنجاز جديد.. أين أصبح هذا المشروع؟

​​​​​​​"أقوم حالياً بإنجاز أكبر علم دولة مصنوع كلياً من مواد يُعاد تدويرها، هذا العمل بدأته قبل شهر تقريباً، وساهم الإغلاق العام والطقس في تأخير إنجازه.

هذا المشروع يسير وفق مخطط لأي يكون بحجم 300 متر مربّع، ليكون لبنان أول دولة تدخل إلى "موسوعة غينيس" للأرقام القياسية بإنجاز من هذا النّوع.

العمل متواصل حالياً على المشروع، ولكنني أجد صعوبة في إيجاد بلاستيك من مواد يعاد تدويرها باللون الأحمر.

وفي هذا المشروع أعلنت جمعية اسمها "غرين كوميونيتي" وهي تتواجد في زغرتا وتهتم بالبيئة، دعمها جزءاً من العمل."

ما المشاكل والعقبات التي واجهتهك في الرقمين القياسيين؟

"أولاً، كان التعاطي مع القائمين على "موسوعة غينيس"، وذلك بسبب عدم معرفتي بهم في العمل الأول المتمثل بشجرة الميلاد قبل عام، ولكن هذه العقبات ذُللت فيما بعد، خاصة بعد تحقيق الرقم القياسي الأول، وبات هناك تواصلاً مباشراً مع مكتب ​دبي​ لـ "موسوعة غينيس"، الذي أبلغني بالشروط والملاحظات حول العمل، وكان داعماً كبيراً لي في عمل هلال "شهر رمضان المبارك".

ومن المشاكل أيضاً، العمل الدقيق والتفصيلي لتوثيق الإنجاز بغية تسجيله في "موسوعة غينيس"، فعلى سبيل المثال، يجب تصوير العمل بدقة وحرفية، ويجب أن يكشف على الإنجاز مهندس، ومختارين اثنين و​رئيس بلدية​."

​​​​​​​ماذا عن التكاليف المادية.. من تكفّلها في الإنجازين السّابقين؟

"في شجرة الميلاد، تكفّلت البلدية بالهيكل الحديدي، فيما القناني من مخلفات النّاس، ودفعت أنا ثمن الإضاءة وغيرها من أمور الزّينة.

أما في فسيفساء الهلال، لم تصلني أيّة مساعدات، رغم أنني طلبت من بعض الرعاة تبني المشروع.

وفي المشروع الجديد، حتى الآن دفعت 13 مليون ليرة كتمويل شخصي."

هل تخططين لاعتماد هذا العمل كمهنة؟

"لم أفكر أبداً من قبل بهذا العمل كمشروع للتجارة والربح، ولكن اليوم اتخذت قراري أنه من اليوم وصاعداً وكما يقوم كل مهندس برسم خارطة يتقاضى على إثرها أتعابه، فإنني سأقدم أعمالي للبلديات مقابل بدل مادي، بحيث أن عملي تأثيراته الإيجابية متنوّعة، وتتوزّع بين الحفاظ على البيئة ودعم الجمعيات وتجميل الأماكن.

بدأت العمل في هذا المجال قبل عام، واكتشفت أنني قادرة على التأثير على النّاس،  وهو ما يدفعني للاستمرار والتطور.

​​​​​​​

كما أن كل مشروع أُنجزه، أجمع من خلاله بين 5 و 6 أطنان من البلاستيك، ولو وجدت مشاريع شبيهة لكانت أثمرت عن فرز أحجام كميات ضخمة من النفايات في البلد.

وفي كل المشاريع التي يتم إنجازها، يجري بعدها التبرع بقيمة البلاستيك لجمعية "كيدز فيرست" التي تعتني بالأولاد المصابين بأمراض السرطان، حيث أن كل طن من البلاستيك المفروز قيمته 700 دولار."