لا يستطيع ​سيريو بيرسيشيتي​ الكلام ولا حتى إطعام نفسه، لكن الطفل الإيطالي البالغ من العمر 7 سنوات اقتحم عالم وسائل التواصل الاجتماعي بنمط حياته اليومي، ليثبت أن الإعاقة ليست عائقاً أمام إلهام الآخرين.

ويعاني سيريو من الشلل الرباعي التشنجي، وهو شكل من أشكال الشلل الدماغي يؤثر على حركة 3 أطراف. وبسبب ذلك، فإن فم سيريو مفتوح بشكل دائم، الأمر الذي يمنعه من تكوين الكلمات بشكل صحيح، وأيضاً من البلع. ولهذا، يتم تغذيته بالسوائل عبر أنبوب في معدته، كما أنه خضع لعملية شق للقصبة الهوائية لمساعدته على التنفس.

ورغم كل هذه المصاعب، فإن إرادة سيريو للحياة كبيرة، كما أن والدته فالنتينا تحيطُ به وتدعمه. ولذلك، بادرت الأخيرة إلى إنشاء موقع ويب وحسابات على "​فيسبوك​" و"​إنستغرام​" و"​تويتر​" لطفلها، لكي يؤرخ حياته اليومية على أمل إلهام الآخرين. وتعمدُ فالنتينا إلى تحميل مقاطع فيديو لسيريو تبعث الدفء في قلوب الآخرين مع حكايات مضحكة تحت عنوان "Sirio and the tetrabonds"، وجميعها أثرت في قلوب الناس بجميع أنحاء العالم.

وتعمل فالنتينا (38 عاماً) في مركز للخدمات البريدية، ويساعدها زوجها باولو، وهو باحث يبلغ من العمر 58 عاماً، وإلى جانبهما 2 من مقدمي الرعاية يعملان في أيام مختلفة. وفي حديث لها، أشارت إلى أنها أرادت سرد قصة الإعاقة بطريقة مختلفة، موضحة أن بعض مقاطع الفيديو حصلت على أكثر من 130 ألف مشاهدة، وتضيف: "في وقت قصير، كانت الاستجابة، خصوصاً من العائلات التي تعيش في أوضاع مماثلة، قوية ومثيرة، ولذلك قررنا الاستمرار".

وتنشر فالنتينا مقاطع فيديو لسيريو وهو يذهب إلى المدرسة وعلى ظهره حقيبة، كما أن هناك مقاطع أخرى يظهر فيها الطفل وهو يقود سيارة كهربائية، فضلاً عن فيديوهات توثق لحظة إيقاظه شقيقه الأكبر نيلو البالغ من العمر 10 سنوات.

وعبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​، يعرب المتابعون عن إعجابهم بالطفل الصغير، ويردّون بالإعجابات الكثيرة ورسائل الدعم. ومع هذا، تقول فالنتينا أنها أرادت كسر "وصمة العار" التي غالباً ما تحيط بالإعاقة، وذلك من خلال إظهار أن وجود احتياجات خاصة لا يعني نهاية متعة الطفل. وقالت: "لقد فهمنا أنه من الضروري للغاية التحدث عن الإعاقة من دون طلب الشفقة، وذلك بخلاف الطريقة المعتادة لرواية الإعاقة".

كما لفتت فالنتينا إلى أنها لم تتوقع أبداً أن ينتشر كل ذلك على نطاق واسع، وتضيف: "لقد أدركنا أن هذا مفيد، وهو خطوة ضرورية لجعل حياة العديد من الأشخاص أكثر طبيعية".