خاص ــ الاقتصاد

اختار أفراد عصابة محترفة، طريق المطار والأشرفية وفرن الشبّاك ومناطق متعددة في جبل ​لبنان​، مسرحاً لسرقة عشرات ​السيارات​، والتوجّه بها إلى منطقة البقاع، ومن ثمّ نقلها إلى داخل الأراضي السورية، لبيعها وقبض ثمنها، لكن مسيرة العصابة التي دامت سنوات، انتهت بأفرادها إلى العدالة ومحاكمتهم أمام ​محكمة​ الجنايات، واتهامهم بجرائم تصل عقوبتها إلى الأشغال الشاقة.

فقد أقدم المدعى عليهم "فواز. ع"، "حسن. م"، "هشام. ف"، "علي. ص"، "بلال. ط" و"جعفر. ح"، على تأليف عصابة لتنفيذ الجنايات على الناس من خلال إقدامهم وبصورة دورية على سرقة عدد من السيارات المركونة، حيث يتحينون الفرصة في ساعات متقدمة من الليل، ويقومون بسرقتها بعدها ينقلونها الى منطقة البقاع وبعلبك ــ الهرمل، ويقصدون المناطق الحدودية في الهرمل ويسلمونها إلى المدعى عليهم "بشار. م" و"علي. ص" و"عباس. ط"، الذين يتولون إدخالها إلى الأراضي السورية ويبيعونها هناك بناء على اتفاق مسبق مع باقي المدعى عليهم.

بنتيجة الاستقصاءات والتحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات في ​قوى الأمن الداخلي​، تمّ التوصل الى أن سيارة من نوع "​كيا​ ـ سيراتو" تمت سرقتها من قبل أشخاص كانوا على متن سيارة "نيسان" سوداء اللون، مسجلة باسم "كرم. ع" ومستأجرة من المدعى عليه "فواز. ع"، فتم توقيف الأخير، بالإضافة إلى "حسن. م" في منطقة فرن الشباك على متن سيارة الـ"نيسان" المذكورة، وبتفتيشها تم العثور بداخلها على العدة المستعملة في ​سرقة السيارات​ وأجهزة خليوية، كما تمكنت من توقيف المدعى عليه "هشام. ف".

على أثر توقيفه، أخضع "فواز. ع" للتحقيق الأولي، فأفاد بأنه يعمل برفقة المدعى عليه "حسن. م"، وأنه تواصل مع المدعى عليه "بشار. م" وأقدم على سرقة ثماني سيارات برفقة "هشام. ف"، منها سيارة "كيا ـ سيراتو" على طريق المطار، وسيارة "كيا" في محلة فرن الشباك، وسيارة "كيا ــ سبورتج" في الأشرفية، وتولى مع "هشام" نقلها إلى البقاع، وكان يلحق بهما المدعى عليه "حسن. م"، ويقومون بتسليم هذه السيارات إلى "بلال. ط" بهدف تصريفها. كما اعترف "هشام. ف" بسرقة السيارات برفقة "فواز. ع" بناء لطلب المدعى عليه "حسن. ص" وأنه كان يسلم السيارات إلى "جعفر. ح" في منطقة الصياد في الحازمية، وأن الأخير كان يتولى نقلها إلى البقاع.

ولدى استجوابه أمام مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية، اعترف "حسن. م" بأن مهمته كانت تنحصر بإيصال المدعى عليه "فواز. ع" إلى السيارة التي سيتم سرقتها، وأنه بعد سرقتها يسير خلفه إلى البقاع وبعد تسليم السيارة يتولى اعادته إلى بيروت، واعترف بالمشاركة بعدد من العمليات، كما اعترف "هشام. ف" أمام مكتب جرائم السرقات الدولية، أنه نفّذ مع رفاقه عدة عمليات سرقة.

قاضي التحقيق في جبل لبنان زياد الدغيدي، الذي أجرى تحقيقاته الاستنطاقية في هذا الملفّ، أشار في قرار ظني أصدره في هذه القضية، إلى أن الأفعال المنسوبة إلى المدعى عليهم ثابتة من خلال اعترافاتهم الصريحة، ومن خلال حركة اتصالاتهم وتحليلها، وتتبع تحركاتهم في مناطق جبل لبنان التي حصلت فيها عمليات السرقة، ومن ثم انتقالهم إلى البقاع ونقلها إلى ​سوريا​ بناء لاتفاق مسبق مع عدد من المدعى عليهم.

وشدد القاضي الدغيدي على أن الجرائم الثابتة تنطبق على مواد جنائية التي تنصّ على الأشغال الشاقة حتى عشر سنوات، وقرر إحالتهم على محكمة الجنايات في جبل لبنان لمحاكمتهم.