قصة رائد الأعمال ال​لبنان​ي إيلي شربل التي بدأت من الصفر، تستحق أن نقف عندها بعض الوقت. فهو خير قدوة لكل طامح في النجاح، حيث رفع سقف الإرادة والإصرار والعمل الجاد، وركز على صقل مهاراته الفردية لكي يكون ناجحا على المستوى الشخصي، قبل أن يشارك في إنجاح الآخرين وتحفيزهم، ومساعدتهم على تحمل المسؤولية. كما أنه حريص على العمل، متفاعل، وذو أفكار خلاقة وإبداعية. ومن هنا، كان طموحه بمثابة طاقة إيجابية في حياته، وخطة عقلية تنظم خطواته، وتدفعه نحو المستقبل!

فلنتعرف أكثر الى الشريك الإداري في شركة "A to Z Media"، إيلي شربل، في هذه المقابلة التي خصّ بها موقع "الاقتصاد":

- من هو إيلي شربل؟ وما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنت عليه اليوم؟

عشت لفترة طويلة مع عائلتي في ​كندا​، حيث بدأت بالتخصص في هندسة الكمبيوتر في "جامعة كونكورديا" في ​مونتريال​. وخلال تلك الفترة، انخرطت في الخدمة العسكرية، من أجل تأمين الأقساط الجامعية. لكنني لم أتابع دراستي حتى التخرج، بل أكملت مسيرتي في صفوف الجيش الكندي، مع الحفاظ طبعا على شغفي بالتكنولوجيا و​العالم الرقمي​، وبجميع المواضيع المتعلقة ب​الانترنت​ وبتطوير البرامج.

ومن هنا، أطلقت شركتي الخاصة للتجارة عبر الانترنت. ومن ثم، حصلت على فرصة عمل في ​الخليج العربي​، حيث تعرفت الى صديقي وشريكي غابرييل سمعان، وأسسنا معا، شركة "A to Z Media" في قطر، عام 2015.

فقد قررنا الدخول الى مجال الحلول الرقمية، وكان مشروعنا الأول متواضعا جدا بالحجم. وبالتالي، بدأنا بالتقدم شيئا فشيئا، وبخطوات ثابتة، حتى وصلنا الى التعاون مع شركة "Burger King" العالمية؛ ومن هذه النقطة، انطلقنا في التعامل مع الشركات والمؤسسات الكبرى، فتوسعت محفظة شركتنا، وبدأت قاعدة عملائنا بالتطور أكثر فأكثر مع مرور الأيام. ولقد افتتحنا الى حدّ اليوم مكتبا في قطر، ​الإمارات​، ولبنان.

- ما هي رسالة "A to Z Media" وأبرز أهدافها؟

لقد تصورنا مستقبلاً تكون فيه المواقع الالكترونية أكثر وظيفية، واستراتيجيات التسويق الرقمي أكثر وضوحًا، والعملاء أكثر امتنانا بشأن حملاتهم التسويقية، والنتائج المرجو تحقيقها.

ومن هنا، عمدنا الى تحويل رؤيتنا إلى حقيقة. وبعد سنوات من العمل المتواصل، ما زلنا نحافظ على الروح الطموحة ذاتها، التي تسهم بدفع "A to Z Media" نحو آفاق جديدة.

تسعى شركتنا إلى إنشاء العلامات التجارية وتعزيزها، إضافة الى تحسين سير عمل المواقع الالكترونية، وتقديم محتوى احترافي من الرسائل التسويقية. كما تعد وسيلة لدفع حدود التسويق عبر ​الإنترنت​، ومساعدة الشركات والمؤسسات والوكالات الحكومية على تحقيق المزيد من النجاحات.

تتمثل مهمتنا في تقديم خدمات أخلاقية وعالية الجودة، مع التركيز في الوقت ذاته، على إنشاء علاقات مفيدة وهادفة مع عملائنا وشركائنا وبعضنا البعض من جهة، ومع مجتمعنا ومحيطنا، من جهة ثانية.

- ما هي العوامل التي أتاحت لـ"A to Z Media" حجز مكانتها في السوق وتحقيق الاستمرارية؟

استمراريتنا هي نتيجة طريقتنا في التعامل مع العملاء، إضافة الى المقاربة الجديدة التي نعمل على أساسها، والنهج الحديث الذي نعتمده في الحلول الرقمية المقدمة.

- برأيك، ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم وتحقيق النجاح في مسيرتك؟

أولا، العمل الجاد سيؤتي بثماره حتما، وهذا العامل يشكل النقطة الأساس في مسيرة أي شخص ناجح. يجب الحفاظ على هذا النمط في النشاط المهني، من أجل ضمان الاستمرارية، وتحقيق أفضل النتائج.

ثانيا، اتخاذ القرارات، تحديد الخطط، وعدم الخوف من المخاطرة، بل الإقدام على تنفيذ الأفكار والمشاريع الجديدة من أجل تحقيق المزيد من التوسع.

- من قدم لك الدعم طوال مسيرتك؟

لطالما لاقيت الدعم والتشجيع من عائلتي، التي وقفت دائما الى جانبي. بالاضافة طبعا الى شريكي في "A to Z Media"، غابرييل سمعان.

- ما هي أبرز الصعوبات التي تواجهك خلال العمل؟

لم أواجه يوما أي صعوبات تذكر، فأنا شخص إيجابي ومرن، وبالتالي، أتعامل مع جميع الأمور بشكل سلس ومنطقي، كي لا أعاني من أي مشاكل وخيمة.

- كيف تأثرت أعمالكم بفيروس "كورونا" المستجد؟ وهل يهدد هذا الوباء استمرارية شركتكم؟

لقد اعتدنا على التعامل مع الأزمات خلال سنوات عملنا في الشركة، ففي عام 2017، حين قررت كل من ​السعودية​، ​البحرين​، الإمارات، ​مصر​، وغيرها من الدول، قطع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، فقدنا القدرة على التعامل والتواصل مع عملائنا في الإمارات.

وانطلاقا من هذا الواقع، ولكي لا نخسر ما اجتهدنا وثابرنا لتحقيقه وبنائه، قررنا التوسع أكثر، وافتتاح مكتبنا الخاص في ​دبي​.

أما بالنسبة الى موضوع "كورونا"، فلم يؤثر إطلاقا على سير العمل، خاصة وأن الطلب على الانترنت والخدمات الرقمية، قد ازداد بشكل ملحوظ خلال تلك الفترة، بسبب اضطرار عدد كبير جدا من الأشخاص، للتوقف عن مزاولة أعمالهم، والبقاء في المنازل.

- ما هي مشاريعكم المستقبلية؟

نعمل في الوقت الحاضر على التوسع نحو ​إفريقيا​، حيث سوف نفتتح مكتبنا الخامس في غانا، عام 2021.

- هل تفكر يوما بالعودة للاستقرار بشكل دائم في لبنان؟

أمنيتي الدائمة هي العودة الى بلدي الأم لبنان، وهذه الرغبة موجودة دائما في قلبي. اذ لطالما فكرت بهذا الموضوع، منذ أن كنت صغيرا، وأعيش مع عائلتي في كندا.

ولكن للأسف كلما تأزمت الأمور، وازدادت الأحوال سوءا، كلما اضطررت الى تأجيل هذه الخطوة أكثر.

ولا بد من الاشارة هنا، الى أن مكتبنا في لبنان يعتبر جزءا أساسا من نجاح شركتنا، وذلك لأن العقل اللبناني خلاق، وبالتالي، يقدم قيمة مضافة لنشاطنا المهني.

- ما هي نصيحة إيلي شربل الى جيل الشباب اللبناني بشكل خاص؟

أقول لكل شخص: "لا تعمد يوما الى بيع المنتجات أو تقديم الخدمات التي لا تؤمن بها، ليس لأن شخصًا ما سيكتشف ذلك، بل لأنك سوف تعلم بنفسك! فاحترام الذات يشكل السمعة التي قد تمتلكها أو تفتقد اليها".

أما بالنسبة الى لبنان، فالاعتقاد الذي كان، وما زال سائدا، في بعض الأحيان، حول التخصصات الجامعية والمسيرات المهنية، هو خاطئ للغاية. حيث أن غالبية الآباء يوجهون أولادهم نحو المهن التقليدية، مثل الطب والمحاماة والهندسة، في حين يهملون التخصصات الأخرى التي تعدّ بالأهمية ذاتها.

ومن هنا، أنصح الجميع التركيز على الحلول التقنية والرقمية، لأن مجال الانترنت يتيح لنا الوصول الى أقطار العالم كافة. علينا تغيير طريقة تفكيرنا، وتوجيهها نحو ما يحقق الاستدامة والانفتاح، وبالتالي الاستمرارية!