من رحم الأزمة والحاجة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، ولدت مبادرة "LibanTROC"، لتكون جسراً يربط المحتاج بالمساعد القادر على تقديمها.

مبادرة عفوية أطلقتها سيّدة ​لبنان​ية، هي عبارة عن صفحة على موقع "​فيسبوك​"، تخلق الكثير من التواصل وتشجع الجميع على المشاركة والمساعدة.

وتشير السيدة هلا دحروج صاحبة الفكرة والمشروع، أن هدف الصفحة تغير وتبدل مع مرور الوقت، وبات يستقطب الآلاف من طالبي المساعدة، والراغبين بتقديمها.

وفي مقابلة خاصة مع "الاقتصاد" تشرح لنا دحروج عن "LibanTROC" والأهداف التي حققتها:

ما هي "LibanTROC" وكيف تم إطلاقها ؟

"هي مبادرة فردية عفويّة، أطلقتها مع أشخاص عبر صفحة على موقع "فيسبوك".

ففي ضوء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشة الراهنة، شعرنا نحن كطبقة وسطى بضرورة القيام بمبادرة، هدفها مساعدة الناس الأكثر حاجة.

فكرنا بحلول اقتصادية بمقايضة الخدمات والسّلع في بيت كل شخص من هذه الطبقة، واستطعنا منذ بداية كانون الأول الماضي، وهو موعد إطلاق هذه الصّفحة، في تحويل التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي إلى هادف، عبر منصّة تجمع النّاس بشكل إيجابي ونافع."

ما الدّافع الأبرز الذي شجعك على القيام بهذه الخطوة؟

​​​​​​​"بعد حالات الإنتحار الذي شهدها لبنان في الشّهر الأخير من العام 2019 الماضي، ورؤية منشور لامرأة تنوي بيع كليتها، والحالات المأساوية التي انتشرت في تلك الفترة، دفعتنا للاستفادة من "فيسبوك" لنمد يد العون لهؤلاء الأشخاص."

هل هدف "LibanTROC" متخصص ب​المقايضة​ حصراً؟

"الفكرة الأولى كانت المقايضة، ولكن سرعان ما تحوّلت إلى مسار آخر موازٍ، وبتنا نتخصص بمساعدة ودعم الأشخاص عبر مبادرات فرديّة.

​​​​​​​

وخلال فترة قصيرة جداً، بدأ أشخاص ليس هناك أي معرفة مسبقة بهم، يقومون بجمع الأغراض في بيوتهم، من أكل وثياب وأدوية وآثاث، وبدأ التبادل بحسب الحاجة، من خلال المنشورات على صفحة "LibanTROC".

والدعم أصبح يأتي بعدها، عبر أشخاص لديهم القدرة، يقدمون الإعانة بالدواء أو الطعام، لمن يكون بأمس الحاجة، ولا يملك أي شيء ليقايض به.

​​​​​​​رأينا نماذج رائعة في التكافل الاجتماعي، فالدواء الموجود في منزل كان يقسم ويوزع على أكثر من عائلة تحتاجه، فيما توزّع امرأة أخرى، فرشاً لمنزل أهلها الذين ماتوا، إلى عائلة لا تملك آثاثاً بالأصل."

هل يسهل التمييز عبر صحفة "LibanTROC" بين المقايضة والتبرع؟

"بعدما تعددت الحاجات والتقديمات في الصحفة، وتوزعت إلى أكثر من مجال وطريقة عمل، عملنا على وضع مواضيع محددة لتسهيل الدخول والوصول إلى الحاجات أو التبرع أو المقايضة.

وتحت كل موضوع، هناك فئات أيضاً، شبيهة بمواقع تتخصص بالبيع الإلتكروني، مقسمة باسم كل منطقة.

هناك فئة لطلب حاجة في بيروت مثلاً، وفئة للتبرع في كسروان أيضاً، وهناك فئة خاصة للتقديمات الطبية، وخانة باسم أطباء عرضوا المساعدة مجاناً، وهناك خانة أيضاً لطلب مساعدة توصيل أغراض لمحتاج."

​​​​​​​ما المشاريع والخطوات المقبلة للتوسّع في عمل "LibanTROC"؟

​​​​​​​"بدأنا التوسع في عملنا حتى تصل المساعدة إلى كل شخص يحتاجها، وبدأنا العمل على موقع إلكتروني يسهل أكثر التواصل بين الدّاعم والمحتاج، كما نخطط لإطلاق تطبيقين اثنين، لنفس الغرض. لكن حالياً، نرى "فيسبوك" أفضل وسيلة للتواصل، حيث يمكن للجميع رؤية الصّور الجديدة، أو الطلبات، ومن خلال التعليقات نرى إن كانت الحالات قد تم حلّها أو لازالت بحاجة للدّعم."

بعد ثلاثة أشهر على إطلاق الصّفحة، هل لديكم إحصاءً دقيقاً للحالات التي ساهمتم في حلّها؟

يمكنني تأكيد الحالات التي تواصلت معها شخصياً، لكن بالتأكيد فإن الحالات التي تم مد يد العون لها أكثر بكثير.

هناك أكثر من 600 حالة حُلّت، وهناك عدد كبير لا نعلم بنتائجه.

هل من مساهمات غير ​المساعدات​ العينية ساهمت بها صحفة "LibanTROC"؟

من خلال الصفحة تواصلنا مع أكثر من 20 شخصاً كانت تراودهم فكرة الإنتحار، إلا أن المساعدات أعادت لهم الأمل.

وتواصلنا مع الكثير من الأشخاص الذي كانوا ينوون الهجرة، ولكّنهم عدلوا عن هذه الفكرة، حيث أنهم كانوا يساعدون في تلبية الحاجات، وهذا ما أعاد لهم الأمل.

وهناك تواصل كبير مع المغتربين خارج البلد، حيث يؤكد الكثير منهم أن هذه المبادرة أعادت لهم الأمل بضرورة العودة إلى لبنان، والمساهمة في حل المشاكل بين أبناء الوطن.

أهم ما ميّزنا، هو أن الصفحة والمساعدات كانت عابرة للمناطق والطوائف، وكسرنا كل الحواجز على امتداد لبنان.