جوزيف زيدان هو طبيب ومعالج نفسي، متخصص في العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy)، والعلاج النفسي التكاملي (Integrative Psychotherapy)، والعلاج المعرفي القائم على الوعي (Mindfulness-Based Cognitive Therapy). هدفه الرئيسي هو إفادة مجتمعه وبلده الأم، بالاضافة الى دمج الصحة العقلية في الثقافة ال​لبنان​ية.

وهو يسعى، من خلال تطوير البرامج المختصصة للعاملين في مجال الصحة العقلية، الى بناء جيل من المهنيين المدربين تدريبا عاليا، والذين يتمتعون بأفضل الخبرات الممكنة في هذا المجال. كما يبادر الى تطوير ورش عمل للجمهور، من أجل تحسين طريقة حياتهم، وصحتهم العقلية، وذلك من خلال حلقات العمل التي تشمل مختلف البرامج، وتدمج الصحة البدنية والعقلية أيضا.

فلنتعرف أكثر الى مؤسس معهد "MYnd CARE"، جوزيف زيدان، في هذه المقابلة الخاصة مع موقع "الاقتصاد":

- من هو جوزيف زيدان؟

أنا متخصص في علم النفس العيادي (Clinical psychology)، والعلاج النفسي المعرفي (Cognitive psychotherapy)، وقد تابعت دراساتي في "الجامعة اللبنانية"، وفي "University of San Diego" في ​الولايات المتحدة​.

خضعت لعدد من التدريبات، خلال فترة التسع سنوات الماضية، وذلك في بلدان عدة، منها الولايات المتحدة، ​بريطانيا​ و​ألمانيا​.

- كيف قررت تأسيس "MYnd CARE"؟

"MYnd CARE" هو معهد تدريبي، تأسس عام 2016 في ميلانو في ​ايطاليا​، بالتعاون مع منظمة "international integrative psychotherapy".

اذ شاركت، مع أحد الأساتذة المشرفين علي، في مؤتمر، في آذار 2016، وقررنا معا إطلاق معهد تدريبي هناك، يقدم ثلاث خدمات أساسية:

أولا، تنظيم ورش العمل والتدريبات للجمهور والطلاب؛ ونركز مع الجمهور على موضوعات متعلقة بالمهارات الحياتية، مثل الخطابة العامة (public speaking)، ​الذكاء العاطفي​ (emotional intelligence)، كيفية التعامل مع التحديات، وغيرها.

ونتناول كل موضوع، بحسب النهج القائم على الأدلة، أي أن كل مهارة نقدمها، هي وليدة أبحاث ودراسات علمية، برهنت أنها قابلة للتحقيق.

ثانيا، الأبحاث. فنحن نقوم بعدد من الأبحاث المتعلقة بالصحة النفسية، وتأثيرها على الناس.

كما تعاونا مع بعض المدارس، من أجل التعرف الى كيفية إدخال مفهوم التأمل المرتبط بالتركيز الكامل للذهن (mindfulness meditation).

ثالثا، برنامج العلاج عبر ​الانترنت​، والذي نقدم من خلاله خدماتنا، لعدد من الشبكات في قطر، ​كندا​، وبريطانيا، كما نتعاون مع علماء النفس، والأطباء النفسيين، والمعالجين البدنيين،...

- ما الذي ساعدك على تطوير "MYnd CARE"؟

لقد تعرفنا الى حاجة المجتمع اللبناني، وعلى هذا الأساس، بدأنا باستهداف الجمهور؛ وانطلاقا من هذا الواقع، عايشنا تجارب ناجحة، وأخرى فاشلة، لأن عملنا يقوم على دراسة حالة معينة.

- هل حقق "MYnd CARE" النتائج المتوقعة منه، منذ عام 2016 والى حد اليوم؟

في عام 2016، وقبل أن أسافر الى ​إيطاليا​، كانت وزارة الصحة قد بدأت بالعمل على تطوير نظام الصحة النفسية في لبنان، ما ساعدنا الى حد كبير.

لكننا نواجه دائما تحديات عدة، خاصة في ما يتعلق بتغيير الوصمة التي يتمسك بها البعض، حول الصحة النفسية؛ اذ يفكرون أن من يلجأ الى المساعدة في مجال الصحة النفسية هو شخص مجنون.

ومن هنا، نقدم الدورات حول المهارات الحياتية، التي يحتاج اليها كل شخص، كما نسعى لإدخال النطاق العلمي للعلاج النفسي في كل ورشة عمل؛ وهنا يكمن أساس نجاحنا. فهذه الطريقة تتيح لنا، الى حد ما، نزع الوصمة والأحكام المسبقة.

- ما هي الصفات التي ساعدتك شخصيا على التقدم؟

كل ما جمعته في حياتي، أنفقته على السفر والتعلم في الخارج. كما أن عامل التواصل وإقامة الشبكات (networking)، لطالما كان الأهم بالنسبة لي، حيث تمكنت من خلاله، من بناء العلاقات الوطيدة، مع أهم المعاهد والجامعات في العالم، وذلك من أجل دعم كل مشروع أسعى الى تحقيقه.

وبالاضافة الى ذلك، لدي عدد من المشرفين، الذين يتابعون عملي على الدوام، ويقدمون لي كل الدعم اللازم، ما يفيدني من ناحية الانفتاح بشكل أكبر على مختلف دول العالم.

- من هو الداعم الأكبر لمسيرتك المهنية؟

الداعم الأول هو المشرف على عملي، الدكتور مارك لاو، من كندا، الذي ما زال يتابعني على الدوام. بالاضافة طبعا الى عائلتي ومحاميتي.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

كل البرامج التي نحضرها لهذا العام، تستهدف، بشكل أكبر، تأهيل الأشخاص المحترفين؛ اذ نقدم التدريبات المتنوعة، التي تساعد الطلاب على أن يصبحوا معالجين نفسيين، بأفضل طريقة ممكنة. كما نؤمن تدريبات مدعومة، وخاضغة للإشراف من قبل عدد من المعاهد الأميركية والبريطانية والكندية.

أما على المدى الطويل، فهدفنا الأساسي هو تأسيس مركز للرعاية الصحية النفسية، يؤمن التدريبات للمعالجين النفسيين، وفي الوقت ذاته، يقدم خدمات الصحة النفسية للمجتمع، بأفضل الطريق وبأقل التكاليف.

ولا بد من الاشارة الى أن الأبحاث والعلاجات العالمية، لا تطبق 100% على المجتمع اللبناني، ومن هنا، نعمد للقيام بعدد من الأبحاث الخاصة، من أجل التعرف الى كيفية تطبيق الأنواع المختلفة من العلاجات النفسية في لبنان. وهذا الأمر ما يتطلب سنوات طويلة من العمل والجهد.

- هل تنجح في تحقيق التوازن بين مختلف جوانب حياتك؟

لقد تعلمت في حياتي، تقنية "اليقظة الفكرية" (mindfulness)، وأنا أدرّس حاليا هذا الموضوع.

وبالتالي، فإن هذا المفهوم ساعدني على البقاء والعيش في الحاضر، دون الشعور بالقلق والخوف من ما يخبئه المستقبل؛ ما أدى الى تقليل نسبة التوتر في حياتي.

فمرشدي يقول لي دائما: "if you have a mindful mind, there’s nothing you can’t do"، أي "اذا كنت تمتلك عقلا مدركا وواعيا، فلا يوجد ما لا تستطيع فعله أو تحقيقه".

وأنا بدوري، أحافظ على هذه المقولة، وأسعى الى تطبيقها، في كل خطوة من حياتي.

- ما هي نصيحتك لجيل ​الشباب​؟

عندما اخترت تخصصي ومجال عملي، درسته من جوانبه كافة، لكي أتعرف الى كيفية الانخراط به، بشكل مفيد وفعال. وقد أمضيت حوالي سنتين، للتحضير لهذا المشروع، والتركيز على كل جانب، أو زاوية، أو إمكانية، أو تحدٍ، قد يكون متعلقا به.

فعندما أتعرف الى هدفي في الحياة، عليّ دراسته من كل الجوانب والنواحي، قبل الإقدام على تحقيقه؛ وبذلك، سترتفع نسبة النجاح أكثر فأكثر.

ومن جهة أخرى، علينا التعلم والاستفادة من الخبرات العالمية، من أجل إفادة بلدنا لبنان؛ وهذا ما قمت به بنفسي!