حوراء حلباوي هي سيدة ​لبنان​ ناجحة، تتزين بابتسامة مشرقة، وبروح إيجابية ومفعمة بالحيوية.

لمع اسمها في عالم التغذية، ورغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها الى حد اليوم، لم تتوقف طموحاتها على الإطلاق؛ فهي في سعي دائم لزيادة معرفتها، بهدف خدمة أسرتها ومحيطها.

رؤية حوراء حلباوي حول الحياة بشكل عام والمسيرة المهنية بشكل خاص، تؤكد أن المرأة هي عماد المجتمع ومدرسته ومربيّته، ومن خلالها يستقيد هذا المجتمع ويصلح حاله!

كان لموقع "الاقتصاد" لقاء خاص مع مؤسسة عيادة "Diet For Life"، حوراء حلباوي، للحديث عن مسيرته المهنية الغنية.

ما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنتِ عليه اليوم؟

تخصصت في التغذية العلاجية وتنظيم الوجبات، في "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB".

بدأت مسيرتي في مستشفى "​الرسول​ الأعظم"، حيث كنت أتابع جميع حالات المرضى الغذائية، بالتنسيق مع الأطباء.

بعد سنتين، وسّعت دراستي الأكاديمية في موضوع السلامة الغذائية، وعملت على تطبيق برنامج "ISO 22000 HACCP System"، في المستشفى، بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد و​الاتحاد الأوروبي​؛ وكنا بذلك، المستشفى الأول في لبنان و​الشرق الأوسط​، الذي يحصل على شهادة لتطبيق جودة و​سلامة الغذاء​.

وخلال عملي كرئيسة قسم التغذية في مستشفى "الرسول الأعظم "، اهتميت بجانبين:

أولا، العمل السريري، من خلال متابعة المرضى.

وثانيا، الإشراف على السلامة الغذائية، حيث كنت رئيسة لجنة جودة وسلامة الغذاء (ISO :22000).

حصلت على العديد من الشهادات المحلية والعالمية، في التدقيق الداخلي لتطبيق نظام الـ"HACCP" الذي يعنى بسلامة الغذاء. كما ​نلت​ شهادة من وزارة الزراعة في ​إيران​، لوضع معايير السلامة الغذائية أثناء تصنيع الأغذية.

عام 2010، وبالتزامن مع عملي في المستشفى، ولدت فكرة "Diet For Life"، وأسست عيادتي الأولى في منطقة السان تيريز الحدث، وذلك انطلاقا من رغبتي في تطبيق "الغذاء من أجل الحياة"، بهدف الحفاظ على أسلوب حياة صحي. وبعد فترة، افتتحت عيادتي الثانية في وسط بيروت، حيث كنت جزءً من عيادة شاملة (polyclinic)، تضم عددا من الأطباء المتخصصين في مختلف المواضيع مثل الغدد، الجراحة التجميلية، والجلد.

وبالاضافة الى ذلك، أنا أم لثلاثة أولاد، ناشطة اجتماعية، متطوعة في عدد من الجمعيات، عضو في لجنة مكافحة العدوى في مستشفى "الرسول الأعظم"، ومحاضرة و مدرسة لمادة أسس التغذية في كلية الرسول الاعظم للعلوم الصحية.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أسعى الى إطلاق خدمات تقديم الطعام (food catering)، والمطبخ الصحي، بأسعار بمتناول الجميع؛ اذ لا أركز على العمل مع طبقة معينة من الناس، بل أهتم بمساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص. فسمعتي الطيبة ترفعني الى الأعلى، وليس الأرباح التي قد أجنيها من عملي؛ وهذا هو النجاح الذي أبحث عنه دائما!​​​​​​​

من جهة أخرى، أتمنى توسيع مركز "Diet for Life"، لكي يشمل التدريب الرياضي والمطبخ الصحي، وتطوير أجهزة التنحيف الموجودة لدينا.

كما أنني أكمل، في الوقت الحاضر، دراستي في مجال التغذية الرياضية، وقد بدأت بالفعل بتنظيم ورشات العمل التوعوية، حول التثقيف الغذائي للرياضيين والفرق الرياضية في لبنان. اذ نجد في معظم الأحيان، بعض التناقضات بين أخصائيي التغذية والمدربين الشخصيين، ومن هنا، أردت توسيع معرفتي في هذين المجالين، لأن الحمية الغذائية وحدها لا تكفي، والعكس صحيح.

ونأمل أن نبدأ بالتعاون مع البلديات؛ وقريبا سنتعاون مع بلدية الغبيري وبلدية الحارة، من أجل تنظيم ورشات عمل ومحاضرات عدة.

كيف تواجهين المنافسة الموجودة في هذا المجال، والتي توسعت الى حد كبير خلال السنوات الأخيرة الماضية؟

أمتلك خبرة مهنية وصلت الى حدود الـ15 عاما، ولقد حافظت على اسمي وسمعتي، رغم المنافسة الواسعة الموجودة في سوق العمل اللبناني. فأنا أعتبر أن المهارات تشكل العامل الأبرز في أي مسيرة، بالاضافة طبعا الى طريقة التعاطي مع الناس، والروح الإيجابية وكيفية نشرها؛ حيث أتفهم مزاج المريض وشخصيته، وأتعرف الى تفضيلاته وحالته النفسية، وأعطيه الوقت والتقدير الكافيين، لكي أقدم له نظاما غذائيا مخصصا، أهدف من خلاله الى تحفيزه.

ما هي التقييم الأفضل الذي حصلت عليهم من الزبائن الى حد اليوم؟

كل المرضى يحبون ابتسامتي، وطريقتي في التعامل معهم. لكن العنصر الأهم والأجمل في مسيرتي، يتمثل في علاقتي الشخصية والودية مع كل مريض.

كيف تنجحين في التنسيق بين مسؤولياتك العملية والاجتماعية من جهة، وواجباتك العائلية والمنزلية من جهة أخرى؟

سينجح الانسان في جوانب حياته كافة، عندما ينظم وقته ويدير مسؤولياته. لكن النقطة الأهم، تكمن في تحديد الأولويات.

وفي الوقت الحالي، أولويتي هي لأولادي، لأنهم بحاجة ماسة لوجودي الى جانبهم في هذا العمر؛ وبالتالي أمارس مهنتي في منزلي وبين عائلتي وأولادي ومجتمعي. فعندما أثقف ابني غذائيا، وأطهو في منزلي بطريقة صحية، أثبت للناس أنني امرأة ​عاملة​، أمارس التمارين الرياضية، وأهتم بعائلتي أيضا.

الى أي مدى شعرت أن العمل الحر يتيح لك التركيز بشكل أكبر على عائلتك وأولادك؟

العمل الحر يساعد المرأة حتما على تحقيق التوازن في حياتها، ولقد لامست شخصيا هذا الواقع. فخلال عملي كرئيسة قسم بدوام ثابت، في مستشفى "الرسوم الأعظم"، وبسبب الضغوط الضخمة، والمسؤوليات الكثيرة، فكرت في إطلاق مشروعي الخاص، من أجل إدارة حياتي بطريقة مختلفة.​​​​​​​

ولا بد من الاشارة، الى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، تحتّم علينا دراسة أي مشروع بدقة، قبل الإقدام عليه. ومن هنا، يجب على الشخص الطموح والناجح، أن يتحلى بالجرأة الكافية، لكي يأخذ الخطوة الأولى. لكن من الأفضل أن تكون هذه الجرأة مدروسة ومدعّمة بالمعلومات الواقعية.

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

حصلت على الدعم بالدرجة الأولى من زوجي وعائلتي، بالاضافة طبعا الى مجتمعي ومحيطي.

نصيحة الى المرأة.

المرأة اللبنانية​ اجتماعية بامتياز، مثقفة ومتعلمة. كما تتحلى بمعرفة واسعة، وبالتالي هي قادرة على تحقيق أي طموح مهني، وفي الوقت ذاته، النجاح في كامل واجباتها تجاه عائلتها ومحيطها ومجتمعها.

المرأة تستطيع حتما الوصول الى أبعد الحدود، شرط أن تحدد أولوياتها وتدير وقتها بشكل صحيح.