أزمات عدة يعانيها ​لبنان​ يعملُ بعض شباب الوطن على تداركها وإيجاد حلول لها.

تعدُّ "أزمة ​النفايات​" واحدة من أبرز وأخطر هذه الآفات التي يعاني منها لبنان، وتصل آثارها السلبية إلى البشر والطبيعة على السواء.

وفشلت كل الحكومات المتعاقبة، وجميع الخطط في استحداث معامل لتّدوير النفايات تقلل من الأضرار.

وفي ظل العجز الدولة في هذا الملف، يحاول شابان لبنانيّان في مقتبل العمر، فتح ثغرة إيجابية تساهم في حل جزء من "​أزمة النفايات​".

المهندسان "شربل الصيّاح" و"شربل أبي ضومط"، توصّلا إلى ابتكار سمّوه "Plast Fuel"، يتمثّل بتدوير ​البلاستيك​ بأنواعه، وتحويله إلى وقود صالح للإستخدام عبر جهاز صغير سهل الإستعمال.

وكان لـ "الاقتصاد" مقابلة خاصة مع الشابين للحديث عن مشروعها:

* ما الذي تسعون إليه من خلال مشروع "Plast Fuel" ؟

"نسعى من خلال هذا المشروع إلى اعتماد تقنية لإعادة التدوير نحو موارد أفضل، عبر تحويل البلاستيك إلى بنزين ومحروقات، والهدف إلغاء وجود البلاستيك عبر التدوير لأنواع من ​المحروقات​، تتميز هي الأخرى بخاصية مهمّة، وهي أنها تعطي ذات القوّة ولكن بكمية احتراق أقلّ.

فعلى سبيل المثال، إن كمية من ​البنزين​ العادي من محطة المحروقات، التي تستطيع أن تسير من خلالها مسافة 100 كيلومتر، فإن نفس الكمية من البنزين المدّور بالتقنية التي نعمل عليها، تخدم لمسافة أكبر قد تصل إلى 140 كيلومتراً، أي ما يزيد 40 %."

* من أين جاءت الفكرة؟

"إن هذه الفكرة مطبّقة في البلدان المتطورة، وهي معروفة في عالم الكيمياء، ولكن إنجازنا يكمن أننا أوّل من طوّر هذه التقنية عبر القيام بها باستخدام جهاز صغير الحجم.​​​​​​​

إبتكارنا يتمثّل في تصغير حجم هذه الآلة، بحيث يستطيع أي مستهلك الإستفادة من هذه التقنية، فالآلات الضخمة الموجودة في البلدان المتطورة، تُحصر هذه التقنية فيها بالشركات المختصة بالتكرير والتدوير.​​​​​​​

وهدفنا أنه ما تصرفُه من "بلاستيك" في المنزل، يمكن أن تحوّله مباشرة إلى محروقات."

* هل أصبح هذا الجهاز جاهزاً للإستخدام ؟

الجهاز لم يصل إلى النموذج النهائي بعد، ولكننا لغاية اليوم، أنجزنا ثلاثة نماذج مبدئية، ولكن ما نواجهه هو نقص التّمويل، فيما نعمل اليوم على أجهزة محاكاة ترتبط بالبترول، ونعمل في المختبرات، ولغاية اليوم النتائج إيجابية جداً.

* ما المدى الزّمني المقرر لطرح هذا الجهاز في الأسواق؟

أي حديث عن مدى زمني يرتبط مباشرة بما يصلنا من تمويل، لدينا اليوم ​التصميم​ النهائي، وكل ما يختص بإنجاح هذا الجهاز، ولكننا نعمل على مسابقات، ونشارك في منافسات ومباريات، للحصول على تمويل للمشروع.

ولكننا نخطط لأن يكون الطرح بداية الفصل الأول من العام المقبل 2020، ونعتقد أن هذا هو المدى الأقصى لطرح هذا الجهاز.

* ما هي رؤية شركتكم النّاشئة؟

تسعى "Plast Fuel" إلى تطوير تقنية تحويل البلاستيك إلى محروقات، وجعلها بين أيدي الناس عامّة، لاستخدامها في المنزل أو الشركة أو المعمل أو في أي مكان يتواجد فيه الفرد، ونأمل أن تطبّق هذه التقنية للحد من وجود البلاستيك بكثرة.

* هل تواصلت معكم أي جهة رسمية؟ خاصة وزارة البيئة المعنية مباشرة بإنجازكم؟

لم يتم التواصل معنا من الجهات الرسمية أبداً، ونحن في المقابل لم نخطط للّجوء إلى الدّولة، حتى لا نكون مقيّدين.

* ما هي المميزات التي يتمتّع بها الجهاز؟

عادة الأجهزة المختصة بالتدوير، تحتاج تقنية عالية ودراسة متخصصة لتشغيلها، ولكن الجهاز الذي نعمل عليه، يمكن لأي شخص استخدامه، فهو سهل الإستخدام، وببساطة أنه ما على الشخص إلا أن يضع البلاستيك في الجهاز، ويقوم بعد وقت محدد بالإستفادة من المحروقات.

ومن المميزات الأخرى، عدم وجود أثار سلبية لهذا الجهاز، إذ إنه كأي جهاز للتدوير ينتج عنه غازات مسمّة، ولكن في الجهاز الذي ننجزه نقوم بوضع "فلاتر" تقوم بتحويل هذا ​الغاز​ أيضاً إلى ماء.

* هل هذا الجهاز مُكلِف؟ أو أنه بمتناول الجميع ؟​​​​​​​

"ما نعمل عليه اليوم، أنه إذا أراد أي الشخص الحصول على الجهاز، فإننا سنؤمّن ​آلية​ للتقسيط، تسمح للجميع بالحصول على هذه التقنية في منزله.

أما ما نعمل عليه ونروّجه، أن السّكان في منطقة بيروت مثلاً، ممن يسكن في البنايات، أن يصار إلى شراء هذا الجهاز للبناية ككل، ما يسمح بتقسيم التكلفة على كل السكّان، والميزة هنا، تكمن في أن البناية التي تمتلك مولداً للكهرباء، فإنه بالإمكان تزويده بالمحروقات من خلال الجهاز."

* ما الذي دفعكم كشباب في هذه السن للنجاح في ميدان الإبتكارات ؟

"ما دفعنا إلى طرح هذه الفكرة والمباشرة فيها، هو النّقص الموجود في المجتمع، والتململ الدائم من جهة الشعب، نتيجة غياب الحلول لغالبية قضايا المجتمع. ومن هنا فكرنا بكيفية الإستفادة من النفايات الموجودة في لبنان، وتوجيه هذه الإستفادة نحو المجتمع ككل.

جربنا أن نجد تغييراً في واقعنا بدل الإنضواء في صفوف الشعب المتململ، وبالرغم من أن الفرص موجودة خارج لبنان، إلّا أننا لا نطمح ونفكر بالخروج من بلدنا، لأن لبنان لديه كل القدرات، وقطاع ​الشباب​ نشط للغاية، ولكنّ اللوم يقم على عدم وقوف الدّولة جانبه."