لا تنحصر الإنجازاتُ بالربحية والشهرة، بل يمكن أن تتعدّاها إلى مجال إفادة المجتمعِ وتطويرِ المستوى الأخلاقي للأجيال.

تتعدُد مجالاتُ الإنجازات في ​لبنان​، وتُقَابَلُ الأزمات المتتالية، بأفكار وإبداعات شبابية هدفها تطوير وتحسين المجتمع.

ولعلَّ المشروع الناشئ الذي يحمل اسم "خبرة"، واحدٌ من إبداعات ​الشباب​ الجديدة، التي تحاول الطالبة الجامعيّة "ياسمين منقارة" من خلاله، رفع التوعية والتثقيف، للمساهمة في مساعدة ​العمالة المنزلية​، وكف بعض الظّلم عنها.

وخصّت ياسمين "الإقتصاد" بمقابلة، تحدّثت فيها عن مشروعها الجديد:

إلى من يتوجّه مشروعك ؟

المشروع يبدأ بالكبار، أي من أصحاب العمل، لأن العمالة موجودة حالياً في ​المنازل​، ويجب العمل مباشرة مع أصحاب القرار في هذا الموضوع.

أما ما سنعمل عليه أو التكملة الأساسية للمشروع، فسيكون على الجيل الصّاعد، من خلال توعيته في كيفية التعاطي مع العاملة الأجنبية الموجودة في المنزل.

ونريد أن نستهدف جميع الأطراف من الأهل الذين يوظفون الفتاة العاملة، ومن الأطفال الذين يتعاملون مع العاملات أيضاً.

إضافة إلى التواصل مع العاملات أيضاً لتعريفهن على ثقافة لبنان وحقوقهن وواجباتهن."

ما أهداف مشروع "خبرة" ؟

"مشروع "خبرة" لديه ثلاثة أهداف:

أولاً:إعدادُ "حزمة ترحيب" تحتوي على ورقة تملؤها العاملة القادمة إلى لبنان، لتعريف أصحاب العمل اللبنانيين بها.​​​​​​​​​​​​​​

إن أصحاب العمل على ​علم​ ببعض المعلومات السّطحية أو الأوّلية عن العاملة، ولكن هناك معلومات هامة قد تساعد الطرفين في التفاهم والتواصل مع بعضهم.

كما تشمل "حزمة ترحيب"، كتاب يحتوي على كلمات مترجمة من لغة العاملة الوافدة، إلى اللغة العربية أو المصطلحات اللبنانية، مثل الأرقام والأوقات وأدوات المطبخ.​​​​​​​

إضافة إلى عرض لحقوق الوافدة وحقوق أصحاب العمل اللبنانيين. وأيضاً برنامج يرتب العلاقة في العمل بين الطرفين لمنع حدوث أي مشاكل.

ثانياً: نخطط لبدء ورش عمل في المدارس، تبين الأخطاء الحاصلة أو التي يمكن أن تحصل مع بعض العاملات في المنازل، لتوعية الأجيال في أعمار صغيرة على كيفية التعاطي في ما يخص هذا الموضوع.

ثالثاً: هناك تطبيق على الأجهزة الذّكية يعدُّ بمثابة "دليل ثقافي"، ويحتوي على خارطة تمكّن العاملة من معرفة أماكن الكنائس أو المساجد التي يمكنها زيارتها، والمحال التجارية التابعة لجنسيتها، أو التي تبيع منتجات البلد الذي أتت منه، إضافة إلى موقع سفارة بلادها في لبنان.

​​​​​​​

هل تتوقعين قبولاً لهذه الفكرة الجديدة ونجاحاً لهذا المشروع ؟

"إن هذا مشروع إنساني بالدّرجة الأولى، وهناك دائماً قسمان من الناس: الأول من يتقبّل المواضيع سريعاً، ويحب تجربة المشاريع والأفكار الجديدة والإنخراط فيها.

أما القسم الثاني من الناس، فهو الرافض، وفي هذا المشروع الذي نطرحه يعود الرفض إلى عدّة أسباب، وأهمّها، أن بعض الناس يرون أنفسهم أنهم لم يقوموا بأي خطأ تجاه العاملة، وبالتالي هم ليسوا بحاجة إلى هذا مشروع، فيما هناك قسم من الناس يرفض أية أفكار جديدة."

هل هذا المشروع يستهدف العاملات في المنازل ويختصر العمال الأجانب؟

"الفكرة حالياً تستهدف العاملات في المنازل أولاً، ولكن بعد أن نتطوّر ونرى مدى تفاعل المجتمع مع مشروعنا النّاشئ، سنتوسّع تجاه العمال الأجانب.

وهذه الآلية وضعت لأن التعاطي والبرامج تختلف بين عاملات البيوت والعمال في المصانع وغيرها من الأعمال.

من أين جاءت الفكرة ؟

"أنا كنت مغتربة خارج لبنان، وأين ما ذهبت يمكن أن ترى تعاطياً سلبياً تجاه العمال والعاملات الأجانب، حتى أننا عندما نسافر نرى أيضاً عدم تقبل المواطنين لنا، لأننا من المغتربين."

هل لاقى مشروعك صدى لدى الجميعات والمؤسسات المعنية في هذا المجال؟

​​​​​​​

"بالتأكيد وأنا فزت بجائزة "المساواة بين الجنسين" في مسابقة "رواد الأعمال الشباب والاستدامة 2019" التي نظمتها مؤسس​​​​​​​ة "إنجاز لبنان" برعاية "​مصرف لبنان المركزي​" وبدعم من "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان".

وهنا أشكر هذه المؤسسة التي لها فضل كبير في إطلاق مشروعي ودعمه.

وفكرتي جديدة وناشئة ولم تتخطى الأشهر القليلة، و"إنجاز" هي المؤسسة الوحيدة التي تواصلت معي حتى الآن.

وهناك الكثير من الجمعيات التي تعمل على مواضيع دعم العاملات الأجنبيات وحقوقهن، ولكن من خلال المسارات القانونية، عبر تقديم مقترحات قوانين تمنح العاملات بعض الحقوق، أو إيقاف ​نظام الكفالة​ المعمول به حالياً من قبل وزارة العمل.

وما يميّزني أنني أستهدف المجتمع، ورفع مستوى الثقافة في هذا المجال.

من أين جاء اسم المشروع "خبرة" ؟

كأي فكرة توضع عشرات الأسماء قبل البت أو اعتماد اسم يطلق تحته المشروع، و"خبرة" يعني أننا لدينا خبرة في هذا المجال، ونريد أن نكسبها للجميع، و"خبرة" تعني أيضاً أننا على علم بما يحصل مع العاملات، وأننا نريد إصلاح العلاقة بين أصحاب المنازل والعاملات.

​​​​​​​أسست مشروعك وعمرك 21 سنة ما هي رسالتك للشباب ؟

"في حياتي، لم أفكر أبدًا أنني في هذا العمر سأكون قادرة على القيام بشيء، أو حتى أن أكون ناجحة بمفردي.

ولكن إذا وجدت الطريقة أو المسار الصحيح، والدعم والأشخاص المناسبين الذين يقفون جانبك، فستكون قادراً على التأثير على الجانب المحيط بك.

نحن ننظر إلى لبنان ونرى أنه بلد لا يوجد فيه مستقبل لنا، فنخرج منه، ولكن إذا خرجنا منه جميعنا من سيكون المحسّن لهذا البلد.

وأنا كنت خارج لبنان وعشت في ثقافات متعددة، وأريد أن أستفيد من جميع المهارات والدروس التي تعلّمتها في الخارج، للعودة إلى لبنان ووضعها في بلدي، ومساعدة الناس على استعمالها.