في تقرير نشرته صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية يتحدث كريس كير الذي أمضى ما يقارب عقدين من الزمان وهو يستثمر في الأغذية النباتية الصرفة وهي الأغذية الخالية حتى من البيض ومنتجات الألبان دون إيجاد بديل نباتي مقنع يحل محل الأسماك.

وأطلق هذا الرجل في أوائل عام 2016 شركة باسم "غود كاتش" Good Catch، لصناعة تونة نباتية من 16 نوعا مختلفا من البقوليات، بما في ذلك البازلاء و​فول الصويا​. وانضم إلى مجموعة من الطهاة النباتيين، في إطار مجموعة متماسكة من صانعي الأطعمة النباتية الصرفة ورجال الأعمال والمستثمرين في ​الولايات المتحدة​.

وفي وقت سابق من هذا العام بدأ وضع المنتج البديل لـ"غود كاتش" في محال السوبر ماركت في الولايات المتحدة إلى جانب علب التونة الحقيقية وتُجري الشركة الآن محادثات لدخول المملكة المتحدة مع شركة تسكو، التي عينت "مديرا تنفيذيا للابتكار النباتي".

وتنقل الفايننشال تايمز عن شركة "غود فود" Good Food، وهي شركة استشارية لبدائل البروتين، أن المبيعات السنوية لبدائل الأسماك في الولايات المتحدة تبلغ نحو عشرة ملايين دولار فقط مقابل 800 مليون دولار ل​لحوم​ النباتية.

ويميل المستهلكون، إلى تناول كميات أقل من الأسماك، بحدود 10 كيلو غرام سنويا في الولايات المتحدة مقارنة بأكثر من 40 كيلو غراما من ​الدجاج​ و25 كيلو غراما من لحوم البقر.

لكن الفجوة التي عثر عليها كريس كير بحسب الصحيفة تكمن في أن السوق قبل ثلاثة أعوام تتلاشى بسرعة. ويوجد الآن ما يقارب من 20 شركة في الولايات المتحدة تعمل على تطوير مأكولات بحرية نباتية، بعد أن كان إنتاج بديل للأسماك يمثل أولوية قصوى.

وأشار كير إلى أن سوق الأسماك في أماكن أخرى في العالم كانت أكبر من الولايات المتحدة وأن إجمالي سوق ​المأكولات البحرية​ العالمية يبلغ نحو 500 مليار دولار سنويا، ما يجعلها هدفا جاذبا للتعطيل.

وقال كير: "من اللفائف وحساء ثمار البحر إلى أنواع الباستا، فإن المأكولات البحرية تشق طريقها، وتوجد في كل ثقافة تقريبا". وأضاف: "لدينا كثير من نقاط الدخول حول العالم".

ويمكن أن توفر المنتجات البديلة للأسماك حلا صديقا للبيئة لمشكلة الصيد الجائر، والتأثيرات السلبية لتربية الأسماك، مثل قمل البحر، ومشكلات مثل ​التلوث​ بالزئبق.

وركزت "غود كاتش" على سمك التونة، وهو أحد الأنواع الأكثر شعبية ويتم صيده بصورة مفرطة. وقال كير: "توجد التونة المعلبة إلى حد كبير لدى الجميع في خزانة المطبخ في المنزل وتعد منتجا أساسيا". لكنه أضاف أن سمك التونة "هو أحد مصادر الغذاء القليلة التي ما زلنا نلاحقها. وإنه يتناقص".

وحققت الشركة الناشئة "غود كاتش"قرابة تسعة ملايين دولار في العام الماضي في جولة تمويل أولية مع قائمة من المستثمرين اشتملت على الشركة الألمانية لإنتاج ​الدواجن​ "بي إتش دبليو" PHW. وهي الآن في المراحل النهائية لإغلاق جولة تمويل بقيمة 30 مليون دولار ستساعد على توسيع ​الطاقة​ الإنتاجية.

وبعد تجنب ​اللحوم​ والأسماك ومنتجات الألبان منذ عام 2002، يقول كير إنه كان "نباتياً صرفا محبطا"، تتوافر أمامه خيارات محدودة في وقت الوجبات، لكن ذلك بدأ يتغير في الأعوام الخمسة الماضية أو نحو ذلك. ويقول: "نحن ننتقل من المنتجات الاعتيادية إلى المنتجات الاستثنائية. لقد وصلنا إلى عالم جديد".

وتعد رائحة ​السمك​ ومذاقه أكثر أهمية للمستهلكين مقارنة باللحم. وفي "غود كاتش" تم قضاء الأعوام القليلة الأولى في توفير هذين العاملين بصورة صحيحة. وقال كير: "تعرضنا للتسمم من الأسماك لآلاف السنين. تفاحة جافة لن تسممك لكن غمبري فاسد سيسممك".