أثبتت السلطة في ​لبنان​ عجزها وفشلها في إدارة شؤون البلاد من كل النواحي .. وما ملف ​النفايات​ الذي يطلّ برأسه في كل عام بسبب الحلول الآنية وغير المستدامة، سوى دليل على سقوط هذه الطبقة السياسية في أسهل الإمتحانات.

فعلى الرغم من وجود مئات النماذج والطرق البيئية لمعالجة النفايات حول العالم، إلا أن لبنان لم يستطع نسخ ولو واحدة من تلك الحلول لإزالة النفايات من شوارع عاصمته وأزقتها، وإعتماد حل مستدام يمنع عودة الأزمة من جديد بعد فترة.. وكان الحل الوحيد امامهم هو طمر البحر ومخالفة كل المعاهدات والإتفاقات البيئية الإقليمية والدولية، ومؤخراً إستقدام المحارق !

إلا أن شبّان وشابات كثر أطلقوا خلال السنوات الماضية مشاريع كثيرة لتعميم ثقافة الفرز وإعادة التدوير، وحاولوا التخفيف من الأزمة مع غياب المسؤول الاول عنها وهي الدولة. ومن هؤلاء الشبّان أحمد ترّو الذي أطلق مشروعه "لمبة - LAMBA"، الذي هو عبارة عن ورشة تستخدم الخشب والعبوات الزجاجية المستعملة في صناعة الأثاث ومنتجات الديكور الداخلي للمنازل.

وللحديث أكثر عن هذا المشروع وعن الهدف منه، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء الخاص مع أحمد.

بداية، أخبرنا قليلا عن "لمبة - LAMBA" .. ما هي طبيعة عملكم ؟

"لمبة - LAMBA" هو مشروع يسعى لإعادة تدوير كميات من الزجاج والخشب، عبر صناعة أثاث ومنتجات للديكور الداخلي للمنازل.

ففي ورشة "لمبة - LAMBA" نقوم بإستخدام الخشب والكرتون و​الحديد​ (أنابيب معدنية) إضافة إلى العبوات الزجاجية المستعملة، لصناعة أثاث للمنازل وبعض المنتجات الأخرى التي تستخدم في الديكور الداخلي كـ (الثريات، والمصابيح الكهربائية، والطاولات المزخرفة .. وغيرها).

ونعمل الأن على مشروع للإستفادة من الكرتون بالشكل الصحيح وصناعة بعض المنتجات الجديدة.

كيف بدأت الفكرة ؟

الفكرة بدأت منذ ​أزمة النفايات​ التي شهدها لبنان في السنوات الماضية، حيث بدأنا بالعمل على العبوات الزجاجية المستخدمة وتحويلها إلى أكواب زجاجية، وتطورت الفكرة مع الوقت، بعد ان تقدمنا بطلب لـ "الأونيسكو" وحصلنا على تمويل، وهذا ما ساعدنا على التطور بشكل اكبر.

وإنضم غلى المشروع شريكين في البداية ولكن بعد فترة إنسحب بسبب إضطرارنا للتمويل المشروع ذاتيا، والأن أعمل على "لمبة - LAMBA" بمفردي.

من أين أتت التسمية "لمبة - LAMBA" ؟

معظم المنتجات التي نصنعها تعتوي على إضاءة ومصابيح، وعندما قدمنا المشروع لـ "الأونيسكو" كان لا بد من إطلاق إسم عليه، لذلك أطلقنا إسم "لمبة - LAMBA" .

ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال هذه السنوات؟

واجهنا صعوبة في البداية من الناحية التمويلية، فالمشروع بحاجة إلى تمويل، وكان لا بد لنا من التمويل الذاتي للإنطلاق.

من جهة أخرى واجهنا صعوبات أخرى بإقناع الناس بأسعار منتجاتنا، وبأن هذا العمل يدوي ويحتاج إلى أيام وأحيانا أسابيع من العمل، وبالتالي فإن السعر لن يكون مماثلا لأسعار الصناعات الموجودة في السوق.

كيف تبيعون المنتجات ؟

نبيع بعض المنتجات من خلال صفحاتنا على الـ "Social Media" (فيسبوك و إنستغرام)، كما نتعاون مع بعض المحال المتخصصة في بيع المفروشات للترويج لهذه المنتجات. ولكن مازلنا نواجه صعوبة في السوق لأن الناس لا تعرف قيمة العمل الذي نقوم به، وبأن هذه المنتجات مصنوعة يديويا ومن مواد معاد تدويرها، فهم ينظرون فقط للسعر ولا يهتمون لأهمية تشجيع هذه الصناعات الفريدة، خاصة انها تُصنع في لبنان.

هل تعتزم الإستمرار بالمشروع رغم الصعوبات التي تواجهك ؟

عملي الأساسي هو مدير تصوير، حيث أعمل في مجال تصوير الأفلام الوثائقية، وطبيعة عملي الحر (Freelance) تساعدني على الإهتمام بمشروع "لمبة - LAMBA"، والعمل على منتجات جديدة. لذلك لا أفكر في التوقف عن العمل في مشروع "لمبة - LAMBA" خاصة انني أطلقته منذ ثلاث سنوات.

هل تحاول المشاركة في معارض أو نشاطات للتسويق اكثر لمنتجات "لمبة - LAMBA" ؟

شاركنا في العديد من المعارض في اكثر من منطقة، ولكننا واجهنا نفس المشكلة السابقة، حيث ان منظمي المعارض يتقاضون المال مقابل السماح لنا بالمشاركة، في حين ان الناس لا تهتم كثيراً لشراء منتجاتنا لأنها ليست على دراية بقيمة هذا العمل وبالجهد المبذول في صناعته.

هل لديكم متجر خاص بـ "لمبة - LAMBA" ؟

لدينا متجر في منطقة مارمخايل – الشياح، ولكن نسعى لنقله إلى منطقة عاليه، خاصة ان بدل الإيجار مرتفع في بيروت.

ما هي رسالتك من خلال هذا اللقاء؟

نحتاج إلى الإهتمام والدعم خاصة واننا نساهم في إعادة تدوير كميات كبيرة من الزجاج تتخطى الـ 5 أطنان سنويا، كما نتمنى ان يعي الناس أهمية العمل الذي نقوم به والجهد الكبير الذي نبذله في صناعة هذه المنتجات.

​​​​​​​

​​​​​​​