منذ سنوات عديدة، تفتقد الشوارع ال​لبنان​ية في مثل هذه الفترة الى ​الإعلانات​ عن الحفلات الضخمة التي كانت تجمع في العاصمة بيروت ليلة رأس السنة أهم فنانو ​العالم العربي​، إلا أنه وبعد اندلاع الحرب في ​سوريا​، جلَّ ما نراه لهذه المناسبة هو الإعلانات البسيطة لمطاعم و​فنادق​ متوسطة تحيي هذه الليلة مع "برنامج فني" متنوع لانشغال فناني الصف الأول في حفلات ​دول الخليج​.

ما هي تحضيرات المطاعم لهذه الليلة وكيف هو الإقبال؟ كيف كان الأداء خلال العام 2018؟ وما هي التوقعات؟ لمعرفة المزيد من التفاصيل كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع نائب رئيس نقابة المطاعم والملاهي ​خالد نزهة​:

كيف تقيّم حركة الإقبال في فترة الأعياد وكيف هي الحجوزات لسهرة رأس السنة؟

نرى في هذه الفترة عدداً لا بأس به من اللبنانيين المغتربين في ​الدول العربية​ و​أفريقيا​، ممن قدموا الى لبنان لتمضية فترة الأعياد مع عائلاتهم أي مدة تقتصر على 4 أو 5 أيام لينتقلوا بعدها الى بلدان أخرى. من المؤسف أن الجميع باتوا يهربون من التلوث مع بروز موضوع الليطاني في الفترة الأخيرة و​زحمة السير​ الخانقة في بيروت وخارجها بالإضافة الى موضوع ​الكهرباء​، الأمور التي تؤثر على ​صور​ة البلد ​السياح​ية.

من غير المنطقي أن يأتي السياح الى بلد يسمعون أن الخضار و​الفواكه​ فيه يتم ريّها من ​مياه​ المجاري، أو أن الطريق من الحمرا إلى الأشرفية تستغرق ساعة ونصف وإلى جونيه 3 ساعات.

أما بالنسبة لسهرة رأس السنة، فكما نلاحظ أن معظم فنانو الصف الأول يحيون حفلاتهم في الخارج وليس في لبنان.

وبخصوص الحجوزات، لا زلنا نتلقّى الإتصالات التي تستوضح بخصوص البرامج والأسعار ولكن على الأغلب ان التأكيدات ستكون في اليومين الأخيرين. ما زال هناك الكثير من الأماكن الشاغرة.

ما هي جنسيات السياح الأكثر إقبالا على لبنان خلال فترة الأعياد القادمة؟

بصراحة​ لا نملك أرقام، ولكن نرى مصريين وعراقيين وبعض الدول العربية الأخرى كالسعودية وعدد من دول الخليج لكن بأعداد قليلة.

اليوم، وبعد فتح معبر نصيب، نعوّل على ​السائح​ الأردني الذي كان يقصد لبنان على مدار السنة.

نرى أوروبيين، ولكن حجم إنفاق السائح الأوروبي محدود جداً أي ليس كالعربي وخاصةً الخليجي الذي ينفق حوالي 12 ألف دولار في الاسبوع.

والجدير بالذكر هنا ان الأوروبي أكثر ما يهمه هو المتاحف والآثار، أي أنه يقصد صور وبعلبك وجبيل وصيدا والمدن التاريخية الأخرى، وهي مناطق يحتاج الذهاب اليها لوسائل نقل عام جيدة وليس باصات الموت التي تسير بطريقة غير آمنة على طرقاتنا.

هل تقدمون عروضات خاصة بالأعياد من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الناس؟

اللبناني بطبيعته يحب السهر والمرح مع الأهل والاصدقاء، لكن مخزون المواطن اللبناني بات فارغاً نتيجة الوضع الإقتصادي الذي يعيشه البلد منذ سنوات. في ​موسم الأعياد​ معظم المؤسسات لجأت الى نظام الـ À la carteمع حد أدنى للطلب "Minimum Charge" لتكون الأمور منطقية من حيث ربح المؤسسة، والبعض الآخر يعتمد الـFixed Menu مع مشروب مفتوح، ولكن لا شك أن كافة الأسعار مدروسة ومقبولة.

نتمنى نجاح هذه الفترة، وأن يمضي المواطنون أمسيات جميلة. لدينا الوضع الأمني الجيد جدًّا والحرية لكن لا ينقصنا سوى البحبوحة.

بشكل عام، كيف تقيم سنة 2018 على قطاع المطاعم والمقاهي، بالمقارنة مع العام 2017؟ هل سجلت الحركة نسبا أفضل مع ​المونديال​ وحالة الإستقرار الأمني؟

كان عاماً كارثياً، وخاصةً في النصف الثاني من العام، حيث شهد القطاع تراجعاً بنسبة 25 و30% مقارنةً مع العام 2017.

يحكى عن استمرار الوزير أفيديس كيدانيان في وزارة ​السياحة​ في الحكومة المقبلة، ما هو رأيك بهذا الموضوع؟ هل كان من الأفضل الإستعانة بوزير جديد لخطط جديدة أم أن الوزير كيدانيان بات أمامه فرصة لاستكمال خططه؟

الحق يقال أن الوزير كيدانيان عمل كثيراً وبذل مجهوداً كبيراً وبطرق خلاّقة. شكل خليّة نحل في الوزارة وقصد الكثير من البلدان للترويج لبلدنا، وإحدى الأمور المهمة جدّاً التي قام بها مبادرة "Visit Lebanon" التي تم تنظيمها حيث جرى خلالها استقبال العديد من شركات السفر والسياحة الأجنبية لعدة أيام حيث زاروا المناطق السياحية وتعرّفوا على مميزات بلدنا، الأمر الذي أعطانا جرعة دعم كبيرة فبتنا نرى الكثير من السياح من هذه البلدان.

أما الأمر المؤسف فهو ميزانية وزارة السياحة التي تبلغ 8 ملايين دولار، تتوزع بين إيجارات مباني، رواتب ​موظفين​ وحملات ترويج وإلى ما هنالك...بينما تبلغ ميزانية وزارة ​السياحة الأردنية​ 25 مليون دولار، المصرية 100 مليون، والتركية 150 مليون. كيف يمكن لنا أن نقارع هذه الدول بهكذا ميزانية؟ في الوقت الذي نملك فيه كل المقومات التي تخوّلنا خوض المنافسة.

ونتمنى من اللبنايين أن يبقى إيمانهم ببلدهم كبير، وأن ينفقوا أموالهم في بلدهم بدلاً من أن نخسرها في الخارج. اليوم وأكثر من أي وقت مضى علينا أن ندعم اقتصاد وطننا.