استضاف برنامج "​​الإقتصاد في أسبوع​​" من إعداد وتقديم ​كوثر حنبوري​ عبر أثير "إذاعة ​​لبنان​" ​في حلقة هذا الأسبوع تحت عنوان "أسعار ​النفط​ وتأثيرها على ​الإقتصاد العالمي​"، ​​الخبير الإقتصادي د. كامل وزنة، الذي أشار إلى أن التراجع بالمؤشرات الإقتصادية والتراجع بالبورصات سينعكس سلباً على الإقتصاد العالمي بالطبع. عملية التصحيح هذه لم تحصل منذ العام 2009".

وأوضح وزنة أن "هذا التصحيح هو أمر صحي، لكن هناك تخوف من أن يعود ​الركود​ الإقصادي الى ​الولايات المتحدة​ الأميركية بسبب سياسة التشدد في رفع الفوائد، على الرغم من كافة التحفيزات التي قام بها ​البنك المركزي الأميركي​"، لافتاً إلى أن "البورصة ثروة، وعندما نرى أن هذه الثروة بدأت تنخفض فإن عامل الثقة يتأثر سلباً".

ورداً على سؤال حنبوري حول تأثير اعتقال المديرة المالية لشركة "هواوي" وعن الهدنة الأميركية ​الصين​ية التجارية، لفت وزنة "إلى أن الإعتقال مؤشر خطير في عالم التجارة لأنه بثبت أن ما يحصل هو حرب حقيقية...اليوم هناك حرب الـ5G في الإتصالات واعتقال هذه المسؤولة في أهم شركة للإتصالات في الصين يشكل عامل خوف لدى الصينيين ولدى رؤساء ​الشركات الأميركية​ أيضاً لأنه تم اعتقالها في ​كندا​ وهناك طلب بتحويلها الى الولايات المتحدة بجرم لم يُرتكب على الأراضي الأميركية...وهذا يفرض احتمال أن تلجأ الصين الى القيام بالمثل مع المسؤولين في الشركات الأميركية".

ورأى أن "قمة العشرين لم تتمكن من إعادة الحياة الى ​منظمة التجارة العالمية​، المركز الأساسي للتلاقي وحل المشاكل"، لافتاً إلى ان "هناك فراغ في قيادة العالم الإقتصادي باعتبار أن قوى جديدة دخلت اليه، بعدما كانت الولايات المتحدة صاحبة السلطة المطلقة...هذا الأمر يتجه الى التفاقم خاصّةً مع اعتقال المسؤولة المالية الصينية، وهي ابنة صاحب الشركة، المسؤول في الحزب الصيني الحاكم".

وعن موضوع النفط، أوضح وزنة أن الأسعار تراجعت في الفترة الأخيرة بحوالي 25% تقريباً بعد ضغط الرئيس الأميركي على دول "​أوبك​" بشأن الإنتاج...ترامب قال أن "أوبك" يجب أن تحافظ على أسعار لا تضر بالإقتصاد العالمي، وفي الإجتماع الذي انعقد مؤخراً وافقت المنظمة التي تشكل 33%-35% من إنتاج العالم، على تخفيض إنتاجها بحوالي 800 ألف برميل يومياً، والتزمت الدول غير الأعضاء وعلى رأسهم ​روسيا​ بخفض الإنتاج بحوالي 400 ألف برميل، وذلك لمصلحة هذه الدول أيضاً بارتفاع الأسعار".

وأضاف: "باعتقادي أن الخلاف بين العديد من دول "أوبك" ومع انسحاب قطر (التي لا تقدم الكثير من حيث الإنتاج الذي لا يتعدى 600 ألف برميل يومياً من أصل 94 مليون) جعل منها شبه مشتّتة غير فاعلة".

وذكر وزنة أن "الإنتاج الأميركي من ​النفط الصخري​ ارتفع في الآونة الأخيرة بشكل كبير، إلى الضعف تقريباً، وبالطريقة التي يعمل بها الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ وخروجه من منظمة البيئة العالمية ما يسمح له بالدخول الى أماكن محظورة في الولايات المتحدة واستخدام تكنولوجيا معينة، فإن عملية الإنتاج الأميركي الى ارتفاع مستمر"، مشيراً إلى أن "ترامب اعتبر ان بلاده أكبر مستهلك للنفط في العالم (19 مليون برميل يومياً) فلذلك إن أي ارتفاع ب​أسعار النفط​ يعتبر بمثابة ضريبة على ​الإقتصاد الأميركي​ بقطاعاته التي تتأثر بهذا الموضوع...ومؤشرات ​التضخم​ بدأت ترتفع في الفترة الأخيرة".

وبخصوص أسعار النفط في المرحلة المقبلة، أكد أنه لا يرى تغيراً كبيراً "حيث ارتفعت بعد قرار أوبك الأ أنها لم تتمكن من المحافظة على المكاسب التي جنتها فأغلقت على ارتفاع بنسبة 1.6%، وذلك لأن ​الأسواق العالمية​ لم تقتنع بالإتفاق الذي حصل. ​إيران​ و​فنزويلا​ لم توافقا على التوقيع باعتبار أنهما خاضعتان لعقوبات أميركية، أما ​ليبيا​ فلم تقبل أيضاً بسبب الظروف التي تمر بها كما أن ​العراق​ غير مقتنع بالتركيبة والسعودية الى حد ما ترضخ للقرار الأميركي، من هنا نعتبر أن أوبك منظمة على حافة التفكك".

وعن لبنان، لفت وزنة الى أن "أسعار النفط تؤثر على ​الإقتصاد اللبناني​ بالتأكيد، تكلفة النفط في ​الموازنة​ كانت 55 دولار للبرميل، إلا ان سعر البرميل ارتفع الى 85 دولار أي أن التكلفة الإضافية لفاتورة النفط وصلت الى أكثر من مليار دولار. نحن بحاجة الى إعادة صياغة لاقتصادنا الذي يجب أن يتحول للغاز الطبيعي، لبنان يستورد فيول بحوالي 4.5 مليار دولار. عملية التحول للغاز الطبيعي ستؤمن وفر بما يقارب الملياري دولار. ولكن أولاً نحتاج الى حكومة".