حققت اسعار ​النفط​ منذ بداية هذا الاسبوع ارتفاعات متتالية دفعت بها يوم الثلاثاء المنصرم الى تسجيل اعلى مستوى لها خلال 4 سنوات حيث سجل ​خام برنت​ 82.55 دولارا للبرميل وهو اعلى مستوى منذ تشرين الثاني 2014 ، ارتفاع ​اسعار النفط​ جاء قبيل فرض واشنطن لعقوبات تستهدف قطاع الطاقة في ​طهران​ اوائل تشرين الثاني المقبل كما ساهم القرار الاخير لدول الاعضاء في "​اوبك​" وبعض المنتجين المستقلين الرامي الى عدم زيادة الانتاج في زيادة الاسعار ،  فلم تأت رياح التغيير النفطي كما يشتهي ​الرئيس الاميركي​ ​دونالد ترامب​ الذى طالب بضخ المزيد من النفط لخفض ألاسعار قبيل ​انتخابات​ التجديد النصفى للكونغرس الأمريكى فى شهر تشرين الثاني المقبل، كما عول ترامب على دول "​أوبك​" في ​تعويض​ توقف الصادرات الإيرانية من خلال زيادة الامدادات بغرض تخفيض الاسعارخشية الاثر المترتب على ​اسعار الوقود​ في بلاده ، لكن ذلك اصطدم بانتهاء الاجتماع في ​الجزائر​ يوم الاحد الفائت من دون توصية رسمية بأى زيادة إضافية فى الإمدادات.

وفي هذا الاطار وللحديث عن ​ارتفاع اسعار​ النفط والقرار التي اتخذته دول"اوبك" و​العقوبات​ الامركية على ايران والتخوف من وجود شح كبير في ​الاسواق العالمية​ من النفط  كان لموقع "الاقتصاد" حوارا خاصا مع مدير أبحاث السوق والتدريب في شركة "امانة كابيتال" في ​دبي​ وليد الحلو:

الحلو :​العقوبات الاميركية​ على ايران سترفع اسعار النفط ولن نشهد شحا كبيرا في المعروض النفطي

توقع الاستاذ وليد الحلو في حديثه لموقع "الاقتصاد " ان تشهد اسعار النفط في الفترة الحالية حالة من الاستقرار وان تكون بين الـ65 والـ75 دولار للبرميل، معتبرا ان النفط يعتبر سلعة مضاربية تتغير الاسعار فيها بشدة وعلى المدى القصير ومن الصعب التنبؤ بها على المدى الطويل، في حين تتاثر الاسعار بعاملين اساسين الاول هو اختلال المعروض الناتج من الاضطرابات السياسية والثاني تغير في معدلات الانتاج وزيادة الطلب العالمي وحتى الان لا تشير المؤشرات الى زيادة قريبة في الطلب العالمي وكل الزيادات كانت طفيفة.  واشار الحلو الى ان المؤثر الاقوى على اسعار النفط في الفترة الحالية هي العقوبات الاميركية على ايران والتي ستبدأ في شهر تشرين الثاني المقبل حيث سيتم تطبيق الحزمة الثانية من العقوبات التي تعتبر الاخطر نظرا الى انها تهدف الى منع طهران من تصدير انتاجها من النفط والعالم يترقب تطييق هذه العقوبات لمعرفة تأثير منع استيراد ​النفط الايراني​ على المعروض النفطي وعلى استقرار الاسعار .

 وفي ما يتعلق بالضغوط الذي يمارسها الرئيس الاميركي دونالد ترامب على منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" لزيادة انتاجها، اعتبر الحلو انها المرة الاولى الذي يتطرق الرئيس الاميركي الى هذا الموضوع على اعتبار ان واشنطن لا تتعامل مع "اوبك" ولديها اكتفاء ذاتي من انتاجها الخاص وتستورد كمية قليلة جدا ، وان اسعار النفط الحالية خدمت ​الولايات المتحدة​ بشكل كبير من حيث زيادة انتاج ​النفط الصخري​ الذي كان يموت عندما كانت الاسعار منخفضة وقرابة ال30 دولار للبرميل حيث كان متوسط انتاجه يتجاوز ال70 دولارا وبالتالي فان الاسعار المرتفعة خدمت ولشنطن كثيرا، واعتبر الحلو ان تصريحات ترامب سياسية والغرض منها الضغط على ايران في حين اعتبرها البعض انها  تعبر عن ضعف الادارة الاميركية في تنفيذ العقوبات بصورة كاملة للتأثير على طهران .

وفي ما يتعلق بامكانية ان تشهد الاسواق شحا كبيرا في المعروض النفطي بعد توقف الصادرات الايرانية وتطبيق العقوبات الاميركية، اعتبر الحلو انه لا يتوقع ان تشهد الاسواق قلة في المعروض النفطي ولن يكون تأثير توقف الامدادات الايرانية  كارثي على الاسواق، مشيرا الى ان الانتاج الايراني قبل العقوبات الاولية وصل لغاية الـ4 مليون برميل والان تراجع لغاية 2.6 مليون برميل، وان الاسواق اليوم لديها فائض بسيط عن الطلب العالمي حوالي 95 مليون برميل صعودا او هبوطا، وعند الحديث عن توقف ​تصدير النفط​ الايراني فسنشهد انخفاضا في المعروض بواقع 3 الى 4%، مما سيؤدي الى ارتفاع في الاسعار اذا تم تثبيت باقي العوامل والتي تتمثل في زيادة الطلب العالمي ولكن ​معدلات النمو​ في العالم ليست جيدة خصوصا وان الصين وبسبب الحرب التجارية ستعاني اكثر واكثر من تراجع معدلات النمو وبالتالي سنخفض طلبها على ​البترول​ بصورة كبيرة، ورأى الحلو ان النفط الايراني لن يتوقف ويتراجع الى الصفر بوقت قصير وبين ليلة وضحاها بل سيأخذ فترة طويلة ليصل الى ادنى مستوياته.