أثبت سياسيو لبنان للعالم أجمع عجزهم وفشلهم في إدارة شؤون البلاد من كل النواحي .. وما ملف النفايات الذي تخطى عمره السنتين ونصف، سوى دليل على سقوط هذه الطبقة السياسية في أسهل الإمتحانات.

فعلى الرغم من وجود مئات النماذج والطرق البيئية لمعالجة النفايات حول العالم، إلا أن لبنان لم يستطع نسخ واحداً من تلك الحلول لإزالة النفايات من شوارع عاصمته وأزقتها، وإعتماد حل مستدام يمنع عودة الأزمة من جديد بعد فترة.. وكان الحل الوحيد امامهم هو طمر البحر ومخالفة كل المعاهدات والإتفاقات البيئية الإقليمية والدولية.

ولأن الطبقة السياسية الحاكمة فشلت كما سبق وذكرنا بأسهل الإمتحانات .. كان لا بد من مبادرات فردية من جمعيات وأشخاص لتقديم حلول ونماذج يمكن الإقتداء بها وتعميمها على مستوى الوطن .. ومن هذه الحلول، ما يقدمّه تطبيق "Recycleb" الذي يهدف لتغيير ثقافة المجتمع اللبناني ورفع مستوى الوعي لدى الناس في التعامل مع النفايات، وتعميم عمليات الفرز من المصدر وإعادة تدوير النفايات .. حيث يقدّم هذا التطبيق حافزا للمستخدمين، عير تجميع النقاط وإستبدالها بجوائز وهدايا تمت صناعاتها من خلال تدوير النفايات وإعادة تصنيعها.

وللحديث أكثر عن هذا التطبيق، كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع المؤسس وصاحب الفكرة غسان عبد الخالق.

بدية ما هو تطبيق "Recycleb"؟ وكيف يفيد المستخدمين؟

"Recycleb" هو تطبيق ذكي، يهدف إلى توعية الناس وحثهم على التعامل الأمثل مع النفايات، عبر الفرز من المصدر، والتعاون مع البلديات والشركات والجمعيات للتخلص من النفايات بالطرق السليمة والمتطورة.

فمن خلال "Recycleb" يمكن للمستخدم الإطلاع على كافة المعلومات الخاصة بطرق الفرز في المنزل، كما يمكنه التواصل مع جمعيات وشركات خاصة تعمل في مجال معالجة النفايات وإعادة تصنيعها .. كما يستطيع المواطن أيضا من خلال "Recycleb" إرسال إشعار "Notification" لهذه الجمعيات أو الشركات، وتسليمهم النفايات المفروزة.

القيام بهذه العملية يُكسب المستخدم نقاط، وتجميع هذه النقاط يخوله إستبدالها بهدايا وجوائز مصنوعة من خلال إعادة تدوير النفايات .. مثل تحف خشبية وبلاستيكية، وغيرها من الجوائز الأخرى.

هذه الطريقة تشجع المستخدم على العمل والمساهمة في حل أزمة النفايات التي نعاني منها، وتجعل من الحل مستداماً لا آنيّاً.

كيف بدأت الفكرة ؟ وما الذي دفعكم لتطوير هذا التطبيق؟

بدأت الفكرة من رحم أزمة مر بها لبنان وعانى منها كل المواطنين، وفي تلك الفترة وجدنا أن الناس فعلا بحاجة إلى توعية في موضوع التعامل مع النفايات، بدءا من عملية الفرز من المصدر، وصولا إلى التعاون مع الشركات والبلديات والجمعيات الخاصة التي تعمل على معالجة النفايات.

ووجدنا أن احدث وسيلة وأسهل طريقة للوصول إلى الناس هي عبر التطبيق الذكي، خاصة أن الجميع اليوم يحمل هواتف ذكية ويستخدم التطبيقات .. فكان "Recycleb".

هل تتعاونون مع بلديات وجمعيات وشركات خاصة لتوسيع النشاط وزيادة عدد مستخدمي التطبيق؟

في المرحلة الحالية نتعاون مع جمعيات وشركات خاصة تعمل في مجال معالجة النفايات، أما بالنسبة للبلديات فهي بمعظمها غير قادرة، ولوجستيّاً غير جاهزة، ولا تملك الإمكانيات اللازمة لمعالجة النفايات.

ووجدنا بأن تحفيز المواطنين هو السبيل الأمثل للحصول على نتائج، من هنا جاءت فكرة تجميع النقاط وتوزيع الجوائز.

وبرأيي قبل البدء بعملية فرز النفايات، يجب علينا البحث عن الأشخاص المستعدين للتعاون في عملية الفرز والتواصل مع البلديات والجمعيات، فهؤلاء الأشخاص هم سر نجاحنا، وهم الوسيلة الأهم لتوعية محيطهم حول أهمية الفرز من المصدر.

هل التطبيق متاح لمستخدمي "آندرويد" و"iOS"؟ وكم أصبح عدد المستخدمين اليوم؟

التطبيق متاح مجاناً لكافة مستخدمي "آندرويد" و "iOS" وبدون أي مقابل .. و"Recycleb" تم إطلاقه فعلياً منذ حوالي 6 أشهر، وعدد المستخدمين تخطى الـ 1000 شخص حتى الأن.

من قام بتطوير التطبيق تقنياً؟

تطبيق "Recycleb" طورته شركة لبنانية ناشئة تدعى "CloudyPRO"، وهي من الشركات الداعمة للمشروع، كما أنها مسؤولة عن كافة الأمور التقنية.

ما هي أهم الصعوبات التي تواجهكم؟

الصعوبة الأكبر تكمن في تشجيع الناس على التعاون معنا والمشاركة في الحل، اضف إلى ذلك إيجاد جمعيات وشركات ترغب في العمل والتعاون الفعلي في هذا المشروع.

كما ان المبادرات في هذا الملف مازالت فردية، حيث لا نرى أي تحرك جدي من الدولة اللبنانية للتعاون مع الجهات الخاصة والجمعيات التي تسعى بشكل جدي لإيجاد حلول لمشكلة النفايات.

ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟

هدفنا الأساسي هو الوصول في لبنان إلى "صفر نفايات" (Zero Wastes) ... لا شك ان هذا الهدف كبير جداً ولكنه بنفس الوقت ليس مستحيلا، وتحقيقه يحتاج إلى تعاون الجميع، وللعمل الجدي، وإلى توعية الجيل الجديد وتغيير تقافته في هذا الموضوع بدءاً من المدارس.

ولا شك ان هذا الطريق سيوصلنا بالتأكيد إلى حل مستدام يساهم في الحفاظ على هذا البلد.