نشط في ميادين سياسية وإقتصادية وإجتماعية عدة، آمن بوطنه لبنان واستقر فيه رغم أسفاره الكثيرة، وشارك في دورات عدة حول الأديان وحقوق الإنسان والحوار وهو اليوم مدير مؤسسة "Konkanoor".

وكان لموقع "الإقتصاد" لقاء مع سلطان خير الذي حدثنا عن مسيرته المهنية.

- ما أبرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الأكاديمية والمهنية حتى اليوم؟

في مسيرتي الأكاديمية حصلت على إجازة في النظم الإدارية من الجامعة المفتوحة في لندن، ودبلوم في التدريب على الحوار وماجستير من جامعة USJ كلية علوم الأديان، وعلى دبلوم تدريبي مشترك بين لبنان ومصر والدانمارك حول حل النزاعات ومكافحة التطرف.

في العام 2004 سجلت نظرية الإقتصاد الثالث في مصلحة حماية الملكية الفكرية. وحالياً أعمل على محاولة ابتكار قانون إنتخابي جديد للبنان على قاعدة الوحدة ضمن التنوع. عملت في الصحافة المكتوبة والعلاقات العامة وعملت في الخارج كمسؤول مبيعات وتسويق، وعدت الى لبنان للعمل في قطاع الخدمات وتطوير الموارد البشرية.

تم اختياري كمدرب دولي للمشاركة في الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان الذي عُقِد في المغرب عام 2014، وقدمت ساعات تدريبية للمشاركين وتمت استضافتي على الاذاعة الوطنية. في العام 2015 تم اختياري بين شخصيات عالمية شبابية مشاركة في صناعة التّغيير في كتاب صدر عن وزارة الخارجية في كوسوفو.

في العام 2013 كنت نائب رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة الفساد. واليوم مؤسس ومدير مبادرة "RichLebanon" ذات رؤية تقنية واستراتيجية هادفة للنمو الإقتصادي من خلال تنمية الموارد البشرية ودعم الإبتكار والتميّز. للمرة الثانية عضو المجلس الإختياري في بلدة ديرقوبل قضاء عاليه.

كما أني أتولى إدارة مؤسسة "Konkanoor" للخدمات"

- ما هي الصعوبات التي واجهتك في خلال هذه المسيرة؟

الصعوبات تزيدنا قوة وتحفّزنا نحو الإستمرارية. والإشكاليات متعددة، فكيف يمكن أن تنجح في إقتصاد غير ناجح، وكيف يمكن أن تدخر وتطور مشروعاتك في وطن دَينه العام ناهز المئة مليار دولار، ونموه الإقتصادي في تراجع.

نحن بحاجة إلى المزيد من الشفافية والفاعلية للوصول إلى المعلومات، والتخلص من الروتين الإداري، لاسيما في خلال إطلاق الحكومة الإلكترونية، فلا نعود بحاجة للوقوف في طابور لتقديم معاملة أو دفع فاتورة. فاعلية استثمار الوقت من الحاجات المهمة. يوجد صعوبات مختلفة تتعلق بالنظام السياسي والأمن والإستقرار والثقة بالحاضر والمستقبل.

نحن بحاجة إلى التنمية الإقتصادية المرتبطة بتحقق التطور المستدام في الموارد البشرية والذهنية الإجتماعية، وهذا لا يتحقق في ظل الطائفية السياسية. مخطئ من يعتقد أن الطائفية السياسية ليس لها مفاعيل إقتصادية. لذلك نعول كثيراً على دخول لبنان مرحلة متقدمة من العمل السياسي من خلال إقرار قانون انتخابي جديد.

في سوق صغيرة جغرافياً تكثر المنافسة، وفي ظل غياب الرقابة الفاعلة تكون المعوقات الأساسية هي الفكرة التي تتميز بها عن الآخرين كي تكون ناجحاً. وهذه الفكرة نفسها في سوق كبيرة تكثر فيه الأفكار الجديدة قد تتحول أيضاً الى إحدى معوقات النجاح. ولكن شخصية الفرد تؤدّي دوراً أساسياً في تخطي الصعوبات وابتكار الحلول. شخصية الإنسان قد تكون العائق أو تشكل الحل.

- ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على مواجهة هذه الصعوبات؟

نجحنا من خلال مضاعفة جهودنا وخلق بيئة خاصة بنا بأسلوب متميز دائم التفاعل مع السوق والواقع اليومي المعيوش. لذلك فإنّ الشخصية الديناميكية الدائمة التأقلم والإبتكار، والإلمام بكل متطلبات السوق وفقاً للمكان والزمان في لحظة اتخاذ القرار من الحاجات الأساسية للنجاح. أشعر أنني أعيش شخصية الباحث، وقد لا أكتفي أيضاً بالبحث، فليس المهم الوصول الى المعلومة فقط، وإنما الإكتساب المعرفي، لذلك أشعر أيضاً أنني أعيش شخصية المتعلم الدائم. سريع التفاعل مع المحيط، وكأنه يعنيني من قريب وبشكل مباشر. لذلك فإنّ المسؤولية الإجتماعية تكون دائماً حاضرة في كل أفكاري وأعمالي.

- هل حققت نفسك؟

تحقيق الذات ليس مسألة مادية ولا نحاجاً في مبادرة أو مشروع. أرى أن تحقيق الذات مسألة تشمل جوانب الحياة كلها، والكون المادي تماماً كالعلاقة بين الفلسفة والعلم. حققت المصالحة مع نفسي، أعرف ماذا أريد وهدفي واضح ومحدد. وأعرف ماذا يريد الله مني ومن خلقه لهذا الكون الجميل بتنوعه. هذه المصالحة بحد ذاتها توسع وتسهل طريق النجاح، وتوفر على الإنسان خوض الكثير من المعارك الوهمية والخاسرة.

- ما مشاريعك المستقبلية؟

أعمل على تطوير مبادرة لبنان الغني RichLebanon من خلال دعم الإبتكار والتميز في تكوين خطط إنمائية وحلول إبداعية لزيادة إيرادات الدولة وتحقيق فرص وإيرادات جديدة. ومناصرة الشباب وتشجيعهم على استثمار أفكارهم، والنجاح في تحقيق ذاتهم وريادة الأعمال.

وأعمل على ابتكار نظام إنتخابي جديد للبنان بعد جهد طويل من الدراسات التحليلية المقارنة للعديد من قوانين الإنتخاب في العالم. عسى هذا القانون أن لا يؤمّن صحة التمثيل على أساس كمّي، أو نسبي محض في ظل الطائفية السياسية، إنما يؤمن التمثيل الصحّي على أساس جوهر الإنسان وكرامته ومساواة وجوده.

لديّ هوايات في الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي وكتابة الخواطر، أعمل على تتويجها مستقبلاً في إنشاء متحف يجمعها، وتوقيع كتاب بإسمي.

- ما هو شعارك في الحياة؟ ومن هو مثالك الأعلى؟

"إنني كما كنت وكما أنا الآن وكما سأكون" ، هذا شعاري الخاص في الحياة. فالإنسان حلم متجدد يبدأ كل صباح. كما أن آفاق العلم مفتوحة، كذلك طموح الإنسان وابداعاته ومبادراته المتجددة وإجراءاته المتطورة والمتغيرة في سبيل الغاية السامية الثابتة التي هي التقدم في التنور والتيقن لحقيقة الوجود. وهذه هي السياسة بوجهها الحقيقي، هي الإنسان السعيد.

أخشى أن يكون المثال الأعلى صورة نمطية، أتحاشى الوقوع في فخ الأدلجة والدوغمائية. مثالي الأعلى هو الإنسان بجوهره الظاهر على وجه الأرض من خلال أعماله وابتكاراته ووعيه لخدمة الإنسانية والحياة والحب. أي صاحب مبادرة وإن كانت صغيرة، هو مصدر إلهام وقد يكون مثالاً يُحتذى. كل إنسان منا لديه بصمته الخاصة، لذلك كلنا مصدر إلهام وقوة لكلنا

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني؟

رغم كثرة الصعوبات والمعوقات، ليس لديك أي عذر مقبول. أنت هو النجاح المنتظر وليس العوامل المحيطة بك. أنت الغاية وأنت نفسك الوسيلة. لا تنتظر لبنان، ولا تتأمل بالهجرة. إعمل محلياً وفكر واطمح عالمياً. كن رائداً للأعمال من خلال إبتكار الأفكار والمبادرة بالمشاريع، واجعل كلمة السر للنجاح هي الإرادة القوية. كن سيد نفسك المتحكم الوحيد بمستقبلك ومصيرك، إستثمر وقتك وإبداعك، إبحث أكثر عن الفاعلية وكيفية تطويع الأدوات المتاحة والظروف والأشخاص لخدمة النجاح. إقلب الطاولة القديمة، توصّل إلى طرق أسرع أو أفضل أو أقل كلفة. باختصار إبحث عن التميز عن جميع الأعمال الموجودة في السوق المحلي والعالمي.

وفي الحياة اليومية، كن عنصراً إيجابياً في تَمتين الوحدة الإنسانية ضمن التنوع. دافع عن حقوق الأفراد من كل الطوائف لا عن الطوائف نفسها. دافع عن العدل والمساواة بين جميع الأفراد كي يأتي يوم يجد زعماء الطائفية السياسية أنفسهم بلا عمل. طالب بقانون إنتخابي يساوي بين جميع اللبنانيين على قاعدة الكرامة الإنسانية الواحدة والمساواة في المواطنية والحقوق والواجبات، لا على أساس الكمية العددية لكل طائفة.

يا شباب، لبنان غني وبألف خير، وليس لدينا أي أزمة سياسية!! فكيف يمكن أن يكون هناك أزمة سياسية والسياسة لا تُمارس في لبنان؟ وكيف يمكن أن يكون بلدنا فقيراً، ومواردنا لا يتم استثمارها؟ نعم، هناك فرق كبير بين السياسة والتسلّط، وبين الإستغلال والإستثمار. فقط، ومن دون مقابل، تنازلوا عن الطائفية لأصحابها وتوحدوا...