لا شك أن قطاع صناعة المعرفة في لبنان يعد من القطاعات الأكثر نموا على الرغم من أنه مازال قطاعا ناشئاً ويحتاج الى الكثير من التطور والتقدم... إلا أن وجود حاضنات ومؤسسات تكنولوجية مهمة مثل "بيريتك"، "بادر" "BDD"، وغيرها، إضافة الى الدعم الكبير الذي يقدمه المصرف المركزي لهذا القطاع، والموارد البشرية المبدعة والمميزة التي يمتلكها لبنان .. تعجلنا نتفاءل بمستقبل هذا القطاع.
نلقي الضوء اليوم على شركة لبنانية ناشئة متخصصة في مجال تقديم الحلول الرقمية والبرمجة، وتحمل إسم "Eweev".
ولأن "Eweev" تعتبر من أولى الشركات التي عملت في هذا المجال في لبنان، حيث تم تأسيسها في العام 2010، وبدأت بالتطور والتوسع أكثر وأكثر لمواكبة التقدم الذي حصل في هذا القطاع .. كان لـ"الإقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع الشريك المؤسس للشركة جنى أبي عكر.
- بداية ما هي "Eweev"؟ وما هي طبيعة عملكم؟
"Eweev" هي وكالة رقمية (Digital Agency)، تقدم كافة الخدمات التقنية للمؤسسات والأشخاص والشركات، إذ نقوم بتصميم وإنشاء وتطوير المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية إضافة الى إنشاء وإدارة صفحات التواصل الإجتماعي والتسويق عبر الإنترنت .. والعديد من الخدمات التكنولوجية الأخرى.
نحن في "Eweev" نسعى لنكون شريك لأي شركة لمساعدتها على تقوية أعمالهم والإستفادة من عالم الإنترنت بأفضل طريقة ممكنة. فنحن نعطيهم النصائح اللازمة ونقوم بوضع الخطة أو الإستراتيجية التي يجب أن يتبعوها للحصول على أفضل النتائج الممكنة من خلال شبكة الويب.
- من هو صاحب الفكرة؟ ومتى قمتم بتأسيس الشركة؟
انا وشريكي جوليان فياض أصحاب فكرة إنشاء وتأسيس شركة "Eweev" .. حيث بدأنا العمل على المشروع في العام 2010.
في البداية كنّا متخصصين أكثر في تطوير وإنشاء المواقع الإلكترونية، ولكن مع تطور هذا القطاع إفتتحنا قسم الـ"Online Marketing" لمساعدة الشركات والأشخاص على الإستفادة من موقعهم الإلكتروني .. فلا يكفي إنشاء موقع إلكتروني لتطوير وتوسيع أعمال شركة معينة، بل يجب إدارة وتسويق هذا الموقع بالطريقة السليمة والصحيحة.
وبعد إنتشار الهواتف الذكية وزيادة عدد مستخدمي التطبيقات الذكية في الشرق الأوسط والعالم، قمنا بإفتتاح القسم الخاص بتطوير وإنشاء التطبيقات بسبب زيادة الطلب على هذه الخدمة.
- ما الفرق بين "Eweev" والشركات الأخرى التي تعمل في نفس المجال في السوق اللبناني؟
ما يميزنا في "Eweev" هي التكنولوجيا التي نستخدمها، حيث تخصصنا في تكنولوجيا خاصة بتطوير الويب تدعى "Drupal" .. وهي تكنولوجيا صعبة ومعقدة ولكن عند إتقانها تخولنا إنشاء مشاريع صغيرة أو كبيرة بسرعة وراحة. كما أن العديد من الشركات العالمية تبحث عن شركات أو أشخاص حول العالم متخصصة بهذه التكنولوجيا لتطوير أو إنشاء مشاريعها والمتخصصين في "Drupal" نادرين في لبنان.
فتكنولوجيا "Drupal" مفيدة جدا في إنشاء وتطوير المواقع الإلكترونية البسيطة وتلك المعقدة كالمتاجر الإلكترونية والتي تحتاج الى التواصل مع برامج الدفع الإلكتروني كالبنوك، والتي يتم من خلالها تحويلات مالية مثلا.
خبرتنا التي تراكمت مع الوقت من خلال إستخدام تكنولوجيا "Drupal" ميزتنا عن باقي الشركات التي تعمل في نفس المجال.
- ما هي الصعوبات التي تواجهكم كشركة ناشئة في السوق اللبناني؟
هناك منافسة كبير موجودة في السوق، ففي السنوات الأخيرة ظهرت العديد من الشركات المتخصصة في تطوير المواقع الإلكترونية والتطبيقات، وللأسف أصبح أي شخص يمتلك كومبيوتر وإنترنت قادر على تطوير موقع إلكتروني أو تطبيق ذكي.. والمشكلة أن المنافسة لا تتم في السوق بواسطة التطور التكنولوجي والجودة في تقديم الخدمات، بل يتم التركيز أكثر على تقديم أسعار رخيصة، بغض النظر عن جودة الخدمة التي يتم تقديمها.
وللأسف أيضا هناك عدد كبير من العملاء الذين يبحثون عن السعر الرخيص دون التفكير بنوعية الخدمة المقدمة .. ولكن بعد فترة يلاحظون الفرق.
هناك ايضا منافسة من الشركات التي ترسل المشاريع إلى الهند لتطويرها هناك ثم إرسالها مجددا إلى لبنان .. ولكن هذه الطريقة أيضا تؤدي إلى كوارث، بسبب صعوبة التواصل مع المطورين الهنود وإختلاف اللغة، مما يؤدي إلى الكثير من الأخطاء في هذه المشاريع.
- كم يبلغ عدد العاملين في "Eweev"؟ وهل تعملون فقط للسوق اللبناني؟
فريق العمل صغير، وهو مؤلف من 5 أشخاص.
أما بالنسبة للعمل، فنحن نستلم العديد من المشاريع خارج لبنان، حيث أننا إستطعنا منذ البداية تكوين علاقات خارجية جيدة مع أكثر من شركة، وساعدنا على ذلك وجود شريكي جوليان في فرنسا.
ومن المشاريع الاولى التي استلمتها "Eweev" كانت في فرنسا، وبعد ذلك تمكنا من تطوير أعمالنا في السوق المحلي، وحصلنا على مشاريع أخرى في السوق القطري، وفي أفريقيا، استراليا، الولايات المتحدة وغيرها.
- ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟
لا شك اننا نحاول التطور أكثر فأكثر في السوق اللبناني ومجاراة المنافسة الموجودة دائما بالتميز والإبتكار.. كما سنعمل في عام 2017 على تعزيز عملنا في الغرب إجمالا والسوق الأوروبي تحديدا، ومحاولة الحصول على أكبر عدد ممكن من المشاريع هناك.