ردت "سامسونج" بتحدٍ على هزيمتها القانونية الساحقة أمام أبل في دعوى قضائية في الولايات المتحدة يوم الجمعة، متهمة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لمنافستها بأنها "تنتهك نظام براءات الاختراع".

لكن يبدو أن المستثمرين في مجموعة الإلكترونيات الكورية الجنوبية لا يرون فائدة تذكر في حججها، ما جعلهم يمحون 12.3 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة في سيئول أمس الأول.

ويشير ذلك إلى أن المستثمرين يخشون من أن الهزيمة القانونية التي تعرضت لها "سامسونج" في ولاية كاليفورنيا، يمكن أن تكون لها تداعيات أكثر خطورة من التعويضات المحكوم بها ضد الشركة التي يوجد مقرها في سيئول، والبالغة 1.05 مليار دولار. ويخشى بعضهم حتى من إمكانية أن يصدر في وقت غير بعيد قرار بمنع بيع أحدث هواتفها الذكية ـ بما فيها أجهزة جالاكسي إس 3 - في الولايات المتحدة نتيجة لهذه القضية.

لكن الخطر الأكثر إلحاحا يتوقف على النتيجة التي تتمخض عنها جلسة استماع خاصة بأمر قضائي تعقد في العشرين من أيلول (سبتمبر)، يمكن أن تحكم فيها القاضية، لوسي كوه، بوقف بيع بعض منتجات سامسونج في الولايات المتحدة.

ولم يرد اسم أفضل جهاز الأفضل مبيعا، جالاكسي إس 3، في حكم المحكمة باعتباره ينتهك براءات اختراع "أبل"، لكن وفقا لمات إيفانز، محلل أسواق آسيا والمحيط الهادي لدى "سي إل إس آي"، يمكن أن تحكم المحكمة بذلك. وقال إن تطبيق الأحكام السابقة تم على منتجات "ليست مختلفة" عن الأجهزة المعنية – ما يعني أن أجهزة جالاكسي إس 3، يمكن "حظرها" في الولايات المتحدة.

وبحسب ريتشارد ويندسور، المحلل في بنك نومورا: "لقد أصدر القاضي حكما قضائيا قبل المحاكمة ضد "سامسونج" جالاكسي تاب". وأضاف: "لذا ليس من المستحيل بالنسبة لشركة أبل الحصول على مذكرة قضائية في انتظار محاكمة ضد جالاكسي إس 3 وجالاكسي نووت".

ويمكن أن ينطبق الشيء نفسه على أجهزة أخرى تستخدم نظام تشغيل أندرويد من "جوجل"، وهو أمر مقلق أدى إلى انخفاض أسهم شركة البحث الأمريكية 1.4 في المائة أمس (الأول).

وقال ويندسور: "لقد أظهرت هذه المحاكمة أن تحركات جوجل لحماية مجتمع أندرويد لم تكن فعالة جدا حتى الآن".

وسعت جوجل إلى التقليل من أهمية الخطر الواقع عليها وعلى المصنعين الذين يستخدمون نظام أندرويد. وقال بيان صادر عنها: "ستراجع محكمة الاستئناف كلا من مسألة الانتهاك وصحة الادعاءات الخاصة ببراءة الاختراع". وأضاف البيان: "معظم هذه الادعاءات لا يتعلق بنظام أندرويد الأساسي، وقد تمت إعادة فحص عديد منها من قبل مكتب براءات الاختراع الأمريكي". وتابع البيان: "تتحرك صناعة الهواتف المحمولة بسرعة كبيرة، وجميع اللاعبين - بما فيهم الوافدون الجدد - يبنون صناعتهم على أفكار موجودة حولنا منذ عقود مضت".

ويقول محللون إن الأحكام الخاصة بالأجهزة على الرغم من كونها ليست وثيقة الصلة بشركة جوجل، إلا أن عناصر التصميم الرئيسية لنظام أندرويد يمكن أن يتم إدخالها في براءات "أبل" المصدق عليها حديثا، الخاصة بتقنيات انقر للتكبير، العودة، والتمرير، والضغط لتكبير الصور وصفحات الويب.

وقال ويندسور: "إنه سلاح قوي ينبغي لشركة أبل استخدامه لملاحقة الأعضاء الآخرين في نظام أندرويد الذين يُتصور أنهم منتهكين لبراءات اختراعها، بالطريقة نفسها التي تمت مع سامسونج". وأضاف: "يمكن أن تكون هناك مشاكل أكبر في المستقبل".

وكتب محللو ماكواير كابيتال في مذكرة للعملاء أنه لم يكن هناك "عمليا أي تأثير على الأوضاع المالية" لشركة جوجل "في المدى القريب". وتستمد جوجل القليل من الإيرادات المباشرة من أندرويد، وبدلا من ذلك تحصل على المال بدرجة كبيرة من إعلانات البحث في الهواتف المحمولة.

وحتى مع ذلك، إذا ابتعد بائعون آخرون في سوق الهواتف الذكية، مثل إل جي للإلكترونيات، ولينوفو، أو إتش تي سي، عن نظام أندرويد إلى منافسيه، مثل نظام ويندوز من شركة ميكروسوفت، أو نظام بلاكبيري 10، المرتقب من شركة ريسيرش إن موشن، فربما تتناقص الحركة المرورية على خدمات جوجل.

ويمكن لشركة سامسونج الدفاع عن أجهزة جالاكسي إس 3 بالإشارة إلى أنها تختلف في الشكل عن أجهزة أيفون أكثر من جهازي جالاكسي السابقين، وأنه تم إعادة صياغة برامجها الداخلية لتفادي معظم شكاوى أبل. وقال مارك نيومان، المحلل في سانفورد سي برنشتاين، إن ذلك يعني أن من غير المرجح منع بيع أجهزة جالاكسي إس 3. لكن السيناريو الأكثر تشاؤما يقول إن الولايات المتحدة ستمنع بيع نحو 80 في المائة من هواتف سامسونج الذكية، ما يقلل من أرباح الشركة للسهم الواحد بنسبة 6 في المائة بحلول العام المقبل، حسبما قال نيومان.

وقال محللون آخرون إن سامسونج قد تضطر إلى تأخير إطلاق بعض أجهزتها، للتأكد من أنها لا تنتهك براءات اختراع أبل - وهو تلميح نفته الشركة.

ولأن سامسونج لا تستطيع "التصميم حول" الخصائص التي ادعت أبل ملكيتها، فربما تضطر لدفع مبالغ كبيرة للمخترعين – ما يعني احتمال اقتطاع 3.8 في المائة أخرى من أرباح العام المقبل، كما يقول نيومان.

إن طبيعة النصر القضائي الساحق الذي حققته أبل - تم تأييد جميع دعاوى براءات الاختراع عدا واحدة - يمكن أن تشجع مصنعي أجهزة أيفون على اتخاذ إجراء قانوني آخر ضد سامسونج، في دعوى قضائية أخرى العام المقبل.

لكن وفق ما قاله الراحل ستيف جوبز، المؤسس المشارك في أبل، إلى كاتب سيرته الذاتية، وولتر إيساكسون، الأضرار المالية ليست الهدف الرئيسي من وراء هذا التحرك القانوني. "سأحطم أندرويد لأنه منتج مسروق. ومستعد للدخول في حرب نووية من أجل ذلك".