أطلق في بحيرة البايكال بشرق ​روسيا​ أكبر ​تلسكوب​ للكشف عن جزيئات النيوترينو في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وذلك حسبما أوردت وزارة ال​علم​ والتعليم العالي في روسيا.

وشارك في تدشين الجهاز الذي من شأنه أن يساعد في استكشاف ​الفضاء​ الكوني وتحقيق اختراقات في علم ​الفلك​ والفيزياء الفلكية كل من وزير العلم الروسي فاليري فالكوف، ومدير المعهد الموحد للدراسات النووية الأكاديمي غريغوري تروبنيكوف و​علماء​ آخرون.

ويفتح التلسكوب الجديد أمام العلماء آفاقا غير مسبوقة في الأبحاث الجيوفيزيائية والهيدرولوجية وفي علم البحيرات، وكذلك في دراسة تطور المجرات والفضاء الكوني، أي في المجالات التي تتطلب دراسة سيول جزيئات النيوترينو المنبعثة من مصادر فضائية.

وتعتمد عملية "صيد" النيوترينو على كميات كبيرة من ​الماء​ النقي سواء أكان ذلك في أحواض طبيعية (مثل بحيرة البايكال)، أو اصطناعية، حيث توفر الحجم الكبير من الماء مزيدا من المجال الذي يمكن لجزيئ النيوترينو المرور به، كما يجب أن يكون هذا الماء نقيا لإبعاد مواد من شأنها أن تؤثر على مرور جزيئ النيوترينو وتسجيله.

والنيوترينو جزيئات محايدة لا شحنة كهربائية لها وكتلتها ضئيلة وتقترب سرعة حركتها من سرعة الضوء.

ويعتقد العلماء أن بمقدور هذه الجزيئات أن تصل إلى الأرض بعد انطلاقها من غياهب مجرات ناشئة أو مضمحلة، الأمر الذي يجعلها تحمل معلومات عما حدث في الفضاء الكوني قبل ملايين ومليارات السنين.

وتقرر ترك التلسكوب Baikal-GVD على مسافة 3,5 كم عن ساحل البحيرة الجنوبي وعلى عمق يتراوح بين 750 و1300 مترا.

ومن المقرر أن يسهم إطلاق التلسكوب في البايكال في تشكيل شبكة عالمية لإحصاء النيوترينوات، وذلك عبر جهاز في النصف الشمالي من الكرة الأرضية مشابه لجهاز "الكعب الثلجي" الأمريكي الخاص بإحصاء جزيئات النيوترينو في القطب الجنوبي.