تسعى دائما، وبكل شغف، لتطوير مشروعها الذي آمنت به، وتمكنت من إيصاله الى نجاح باهر. وهذا الشغف والحب للعمل والتطور في ظل الظروف المحيطة، لا يملكه إلا مناضل بارع!

لقد تمكست بمبادئها وأصولها، وجعلت من عزيمتها بنيانا قويا وأساسا متينا، ما ساعدها على أن تكبر في تحقيق طموحاتها.

أفتخر أن أقدم إليكم اليوم قصة مؤسسة العلامة ​التجار​ية "Orientals by Zeina"، زينة حسام أوطه باشي، التي خصّت موقع "الاقتصاد" بهذه المقابلة المميزة:

من هي زينة حسام أوطه باشي؟

حصلت على ماجستير في الهندسة الداخلية من الجامعة ال​لبنان​ية. وبعد التخرج، خضعت لفترات تدريب في عدد من الشركات والمكاتب، كما عملت في مجالات أخرى لا علاقة لها بتخصصي الجامعي، مثل التسويق وصناعة القطع اليدوية للمناسبات.

""Orientals by Zeina كانت بالأصل مهنة العائلة، وقد أسسها والدي حسام أوطه باشي. حيث كنت أزور المعمل كل صيف، من أجل التعرف عن كثب إلى جوانب العمل كافة، الى أن قررت الاستقالة من وظيفتي، والانطلاق بمشروع جديد بالتعاون مع والدي، من أجل تطوير عمله وتحديثه بكل يتناسب أكثر مع متطلبات هذا العصر.

بدأنا أولاً بتقديم القطع المصنوعة في المعمل، إلى أن بدأت بإدخال الأفكار المصممة حصرياً من قِبلي، مثل إكسسوارات المنزل أولا، ومن ثم الحقائب والملابس في وقت لاحق.

ولا بد من الإشارة الى أن حجابي عرقل تقدمي إلى وظائف عدة، وقد عانيت من أحكام مدراء ​التوظيف​ ونظراتهم ​العنصرية​، لكنني تمسكت به، ولم أستسلم للتعليقات السلبية. فأنا شابة شرقية تقليدية وفخورة بأصولي، ولن أتخلى عنها على الإطلاق.

الى أي مدى تساعدك وسائل التواصل الاجتماعي على الانتشار؟ وكيف تواجهين مشكلة التقليد المنتشرة بكثرة؟

ساعدتني وسائل التواصل الاجتماعي على الانتشار بين الناس، وعلى تثبيت اسمي في السوق. في وقت لاحق، بدأت أعاني للأسف من مشكلة النسخ والتقليد، ولكن بات المتابعون قادرين على التمييز بين التصاميم الفريدة والأصلية، وبين تلك المقلدة منها أو التي لا تتمتع بالجودة نفسها. على أي حال، حين تصبح الفكرة مبتذلة، ألجأ فوراً إلى الاستعاضة عنها بفكرة جديدة غير متداولة بعد. فحين أكون أنا منبع الأفكار، يمكنني التوصّل إلى أفكار جديدة لا يملكها المقلدون، وهذا ما يميّزني. ورغم ذلك، لا يمكن الاستغناء عن هذه المواقع، وخاصة في أيامنا هذه، حيث باتت أساسية في حياة الجميع، من مختلف الأعمار.

ما الذي يميز "Orientals by Zeina" عن غيرها من العلامات التجارية، خاصة في ظل المنافسة الواسعة؟

من خلال اسم العلامة التجارية "Orientals"، أي "شرقيات"، يبرز الخط الذي اخترته بشكل واضح. فأنا أحب هذا المجال، كما أن كل تصاميمي نابعة من شغفي.

أسعى دائما إلى المحافظة على الأصول العربية، ونشر الفن الشرقي الذي أعمد الى تقديمه بلمسة مميزة وأفكار مبتكرة وغير تقليدية.

من هم زبائن "Orientals by Zeina"؟

بإمكان الزبائن بكل الميزانيات الحصول على قطعة من علامتنا التجارية، حيث نقدم منتجات بأسعار مقبولة.

بالإضافة طبعاً إلى التصاميم المصنوعة وفق طلب الزبائن، والتي تجسد أفكارهم الخاصة.

كيف أثّرت جائحة "كورونا" من جهة، والوضع المعيشي الصعب في لبنان من جهة أخرى، على سير العمل؟

لقد باتت الأمور خارجة عن السيطرة، وخاصة في ما يتعلق بموضوع صرف ​الدولار​، ما شكّل مشكلة كبيرة بالنسبة لنا. لكن الأشخاص الذين يقدّرون الأعمال الفنية يتفهمون إلى حد ما اضطرارنا إلى رفع الأسعار.

ورغم ذلك، فإن مشكلة الدولار والليرة تواجه الزبون وصاحب العمل أيضا، ولهذا السبب، أسعى دائما إلى إيجاد حل وسطي، يتيح لي الاستمرار في هذا النشاط المهني، وفي الوقت ذاته، مراعاة أوضاع الناس وظروفهم.

هل تراجعت المبيعات بفعل الظروف؟

لقد تراجعت حتماً المبيعات في السوق المحلي، لكن التصدير لم يتأثّر على الإطلاق. وهذا الانفتاح نحو الأسواق الخارجية، يساعدنا على تحقيق الأرباح التي من شأنها مساندتنا ومساعدتنا على تخطي الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان.

وبالتالي، انفتاحنا يساعدنا على الاستمرار، لكنني لا أستطيع الجزم ما إذا كنا سنستطيع الصمود لفترة طويلة في ظل الأوضاع القائمة. فنحن نعيش في قلق متواصل، خاصة لدى طرح أي مجموعة جديدة؛ إذ أخاف أن لا تنال الإقبال المتوقع، بسبب ما يحصل على الساحة الداخلية. الوضع دقيق للغاية، بسبب خوفي من عدم تقدير التعب والمجهود الذي بذلته من أجل تقديم هذه القطع.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أحاول التوسع في عملي، لكنني غير قادرة على تحقيق هذه الخطوة في ظل الوضع القائم.

لدينا أفكار كثيرة لتطبيقها وعرضها إلى الجمهور، وقد ركزنا خلال الفترة الأخيرة على البيع عبر ​الإنترنت​، وذلك بسبب الإغلاق العام الذي يفرضه فيروس "كورونا" كل فترة، واتجاه الناس أكثر نحو عمليات الشراء الإلكترونية. فنحن لم نعد قادرين على تحمل أي خسارة مهما كانت قليلة...

ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم وتحقيق النجاح في مسيرتك؟

​​​​​​​

الشغف هو العنصر الأساس في هذه الحياة، لأن الشخص غير الشغوف لن ينجح أبداً.

علينا أن نثابر ولا نستسلم رغم جميع الظروف المحيطة بنا. علينا أن نحب ما نقوم به لكي نواجه العوائق التي قد تعترض طريقنا. فعندما نعمل بجدية، سوف يطاردنا النجاح.

فعلى الصعيد الشخصي، أنا مصرة على الاستمرار في تقديم التصاميم والأفكار الجديدة، رغم كل شيء، ولن أتوقف أبداً مهما اشتدت الأزمات.

من قدّم لك الدعم في مسيرتك؟

الدعم الأكبر يأتي من عائلتي، وخاصة من والدي، الذي كان يعمل بالأساس في هذا المجال. فهو يقدم لي كل المساندة اللازمة، لأنه رأى في داخلي الشغف الذي يدفعني إلى القيام بهذا العمل، والإرادة الصلبة التي تساعدني على تقديم الأفكار والتصاميم الجديدة.

لهذا السبب، أعرّف عن نفسي دائماً باسمي الثلاثي، زينة حسام أوطه باشي، لأنني أقدّر بالفعل كل ما قام به والدي من أجلي. فلولا دعمه المتواصل، لما تمكنت من الوصول إلى ما أنا عليه اليوم بهذه السرعة. لقد ساعدني على تخطي نصف الطريق، وسأكون مدينة له طول العمر. ولا أنسى بالتأكيد دعم والدتي التي رافقتني في كل لحظات حياتي وترافقني في أغلب زياراتي إلى التجار الذين أتعامل معهم، لتشاركني رأيها وتسدي إليّ نصيحتها، وأتمنى أن ترافقني في كل محطات النجاح.

ما هي نصيحة زينة أوطه باشي إلى المرأة؟

أقول لكل امرأة تمر بظروف صعبة، وتعاني من التهميش في محيطها، وفي مهنتها أيضاً، إن النجاح لا يأتي بسهولة و​اليأس​ قد يكون موجوداً في مراحل عدة من الحياة. ولكن علينا الالتزام بشغفنا، والتشبث به، وعدم الاستسلام.

نحن نمر في الوقت الحاضر بظروف صعبة للغاية، ولكن يجب أن نصبر، لأن لكل مشكلة نهاية. علينا المواظبة على العمل رغم كل ما يحصل.

ومن خلال موقع "الاقتصاد" أتوجّه برسالة إلى كل امرأة بأن تثابر دوماً مهما اشتدت الصعاب. وأوجّه تحية إلى كل ​النساء​ الطموحات اللواتي يعملن بشغف وحب.